قال الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر أحمد باقحوم إن المدينة ومقرها أبوظبي تعتزم إطلاق مشاريع جديدة بقيمة تتراوح بين 3 و4 مليارات درهم إماراتي خلال السنوات القليلة المقبلة، موضحاً أن هذه المشاريع تستهدف 6 قطاعات أساسية هي الذكاء الاصطناعي والطاقة والزراعة والرعاية الصحية والفضاء والتنقل.
وقال باقحوم في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إنه سيتم إطلاق هذه المشاريع بحلول عام 2030، مشيراً إلى أنه من المتوقع تضاعف عدد سكان المدينة من نحو 15 ألف نسمة حالياً إلى 30 ألف نسمة بحلول عام 2030.
نموذج جديد للمجتمع المستدام
تشهد المدينة حالياً مشاريع تبلغ قيمتها نحو مليار درهم (272 مليون دولار) تشمل مباني جديدة ومجمعات مكتبية متعددة الأغراض، وتقع تحت مظلة مشروعي مجمع مدينة مصدر وذا لينك.
ووفقاً لباقحوم، سيتم تسليم مشروع ذا لينك -الذي تبلغ مساحته 30 ألف متر مربع- في الربع الثاني من 2025، ويضم المشروع أول منشأة عمل ومعيشة مشتركة ذات انبعاثات كربون صفرية في المنطقة.
وقال «سيشكل ذا لينك نموذجاً لنوع جديد من المجتمع المستدام من خلال ربط مساحة العمل والمعيشة المشتركة مع عناصر أخرى وسط حي مزدهر، بما في ذلك أماكن التسوق واللعب والاسترخاء ووسائل النقل المحلية».
أما مجمع مدينة مصدر، وهو عبارة عن مشروع كربون صفري يضم 7 مبانٍ تجارية بمساحة 50 ألف متر، فمن المقرر تسليمه في نهاية هذا العام.
جذب الشركات إلى مدينة مصدر
شدد الرئيس التنفيذي أيضاً على الالتزام بتعزيز الصناعات التكنولوجية في المدينة من خلال جذب أفضل المواهب وتعزيز الشراكات، وكشف عن المحادثات الجارية مع الشركات الأجنبية والمحلية المهتمة بنقل أو إنشاء مراكز أبحاث لها في مدينة مصدر.
وتعمل مدينة مصدر على جذب هذه الشركات ومراكز الأبحاث مع شركائها في المدينة، ومنهم الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وشركة الإمارات للطاقة النووية، بالإضافة للشراكة المرتقبة مع دائرة الطاقة في الشؤون المتعلقة بقطاع الطاقة.
وفي مجال الرعاية الصحية، تعمل مدينة مصدر مع شريكيهاG42 و M42، أما في مجال الذكاء الاصطناعي فيتمثل الشريك الأساسي لمدينة مصدر في جامعة الشيخ محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أول جامعة تتخصص في هذا المجال على مستوى العالم.
أوضح باقحوم الحوافز الجذابة التي تعمل عليها المدينة لجذب الشركات ومراكز البحوث إليها، قائلاً «تعتبر مدينة مصدر مركزاً للأعمال والتكنولوجيا على مستوى عالمي، وتعمل بأعلى المعايير الدولية، فهي تقدم للشركات مجموعة رائدة من المزايا والحوافز، بما في ذلك الملكية الأجنبية الكاملة، والإعفاء من ضريبة الدخل، وتبادل العملات غير المقيدة».
الذكاء الاصطناعي.. العمود الفقري للمدن المستدامة
ورداً على سؤال عن أهمية وجود شركات التكنولوجيا في مدينة مصدر أو أي مدينة مستدامة أخرى، قال باقحوم إن عملية التطوير الفعالة وإدارة المدن الفعالة تتطلب تحليل بيانات المدن مثل بيانات إدارة النفايات واستهلاك الطاقة وترشيد المياه وتنظيم النقل وغيرها الكثير.
وبالنسبة له، فإن الجهود البشرية وحدها لن توفر مستوى الدقة المطلوب لتحليل البيانات الضخمة، الأمر الذي يستوجب استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
كما أن الذكاء الاصطناعي مفيد في عمليات صيانة المدن، إذ يحدد موقع الخلل وطبيعة المواد والمعدات المطلوبة لإصلاحه، بالإضافة إلى تقليص وقت إنجاز تلك الإصلاحات.
وبالنسبة لباقحوم، فإن الذكاء الاصطناعي هو «العمود الفقري والعصب الرئيسي» لأي قطاع في المدينة، موضحاً أن المدينة تعمل مع شركائها -ومن بينهم الجامعة- لتحليل البيانات الضخمة وتقديم رؤى حول أفضل الطرق لإدارة خدمات مدينة مصدر.