يشهد القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية تحولاً جذرياً نحو الابتكار، إذ تتبنى الشركات العقارية نهجاً جديداً يتماشى مع أهداف رؤية 2030، ويعزز من جودة الحياة، ويجذب الاستثمارات المحلية والدولية.

وفي معرض سيتي سكيب العالمي بالرياض، شاركت جهات حكومية وشركات خاصة بأحدث مشاريعها، التي تتميز بتوظيف التكنولوجيا الحديثة وتبني مفاهيم غير تقليدية تهدف إلى تحسين تجربة السكن والاستثمار العقاري.

روشن: التقنية في قلب التجربة العقارية

وقال مدير التقنيات الناشئة في مجموعة روشن، يزيد الحميدي لـCNN الاقتصادية إن التقنية باتت جزءاً أساسياً من استراتيجية روشن، التي تعتمد على منصات رقمية متطورة تمكن المستفيدين من الحصول على جميع المعلومات المتعلقة بالوحدات السكنية وشرائها بكل سهولة عبر الموقع الإلكتروني.

وأضاف الحميدي أن هذه المبادرات تأتي ضمن جهود روشن لتحسين تجربة المستخدم وجعل العقار أكثر سهولة وشفافية. وأوضح أن المنصة التكنولوجية التي أطلقتها المجموعة شهدت نجاحاً كبيراً، إذ بلغت مبيعاتها أكثر من مليار ريال سعودي.

هذا التحول التكنولوجي يعكس رؤية روشن نحو تعزيز الابتكار، وتنظم الشركة مسابقات تجمع فرقاً متخصصة لتطوير حلول تقنية تساعد في الارتقاء بقطاع العقار، ما يعزز من قدرات السعودية في هذا المجال ويوفر حلولاً مبتكرة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

دور الهيئة العامة للعقار في تهيئة البيئة الاستثمارية

وبالتوازي مع جهود القطاع الخاص، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار والمشرف العام على معرض سيتي سكيب العالمي، المهندس عبد الله بن سعود الحماد أن الهيئة تلعب دوراً محورياً في دعم القطاع العقاري من خلال وضع تشريعات وتنظيمات تسهم في استقرار السوق وتعزيز جاذبيتها للاستثمار.

وأوضح الحماد لـCNN الاقتصادية أن هذه التشريعات هي التي أسهمت في جذب استثمارات تجاوزت قيمتها 180 مليار ريال سعودي خلال فعاليات المعرض، ما يعكس الثقة المتزايدة في السوق السعودية.

كما أشار الحماد إلى أن الهيئة تعمل على تفعيل أدوات مختلفة مثل التدريب والتحكيم العقاري، من خلال ذراعها الأكاديمية المتمثل في «المعهد العقاري»، بهدف تأهيل العاملين في القطاع وتهيئة بيئة قانونية تساعد على حل النزاعات بشكل كفء، ما يضمن استدامة ونمو القطاع العقاري في المملكة.

ركاز العقارية: نحو تنويع الاستثمارات في السياحة والضيافة

تأكيداً على التنوع الذي تشهده السوق العقارية في السعودية، تحدث رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ركاز العقارية، خالد بن حسن القحطاني لـCNN الاقتصادية عن استراتيجية شركته التي تركز على الاستثمار في مجالات الضيافة والسياحة.

وأشار القحطاني إلى أن السياحة أصبحت مجالاً خصباً للاستثمار مع تزايد أعداد الزوار إلى السعودية، إذ استقبلت المملكة في العام الماضي أكثر من 100 مليون زائر، ما يفتح المجال لمزيد من المشاريع السياحية التي تتنوع بين سياحة المؤتمرات والسياحة الدينية والسياحة الاستكشافية.

أطلقت ركاز العقارية مشاريع جديدة خلال المعرض، ووقعت مذكرات تفاهم لتعزيز استثماراتها في مدينة الرياض وغيرها من مناطق المملكة، هذه الخطوات تأتي ضمن خطة ركاز لتحقيق تطلعات رؤية 2030 وتنويع استثماراتها بما يواكب النمو المتزايد في هذا القطاع الحيوي.

ماونتن فيو: جودة الحياة هي الأساس

وفي إطار تعزيز جودة الحياة، أعلن المؤسس ورئيس مجلس إدارة ماونتن فيو، عمرو سلمان لـCNN الاقتصادية عن مشروع جديد شمال الرياض يتضمن 100 فيلا، باستثمارات تبلغ 320 مليون دولار، مع توقعات بتحقيق مبيعات تصل إلى ملياري ريال سعودي.

وأوضح سلمان أن ماونتن فيو تعمل على دمج «عامل السعادة» ضمن مشاريعها، إذ لا تعتبر العقار مجرد وحدة سكنية، بل تجربة حياة متكاملة.

وأكد سلمان أن المشروع يشمل حدائق واسعة ومرافق اجتماعية ورياضية تسهم في تحسين نوعية الحياة للسكان، ما ينسجم مع رؤية المملكة في تطوير بيئة سكنية متميزة.

يرى سلمان أن فكرة «جودة الحياة» أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هوية ماونتن فيو، إذ تعتمد الشركة نهجاً علمياً في إدخال عناصر السعادة في مشاريعها، بدءاً من بيئة العمل ووصولاً إلى تجربة السكن، ما يميزها عن غيرها من الشركات ويعزز من قيمتها في السوق.

السعودية وجهة استثمارية رائدة في القطاع العقاري

تشير هذه المبادرات المتنوعة إلى أن القطاع العقاري في السعودية لا يقتصر على البناء التقليدي، بل يتجاوز ذلك إلى تحقيق جودة الحياة والابتكار التكنولوجي والاستثمار المستدام.

ويعكس معرض سيتي سكيب العالمي هذا العام التكامل بين جهود الجهات الحكومية والشركات الخاصة التي تعمل جنباً إلى جنب لتحقيق أهداف رؤية 2030، إذ تتعاون الهيئة العامة للعقار مع الشركات المحلية والدولية لتطوير بيئة استثمارية مثالية.

من خلال مشاريع مثل روشن وركاز العقارية وماونتن فيو، تتضح صورة السعودية كوجهة عالمية جذابة في مجال الاستثمار العقاري، التي تجمع بين الابتكار والتنمية المستدامة في إطار رؤية طموحة تعيد تعريف مستقبل العقار في المملكة.