طالت نيران الحرب الدائرة بين إسرائبل وحركة المقاومة الإٍسلامية (حماس) العديد من الشخصيات البارزة رغم أنها تعمل في أماكن بعيدة تماماً عن منطقة الصراع الدائر هناك، لعل أبرزهم المهاجم الهولندي ذو الأصول المغربية أنور الغازي.
وفقد العديد من تلك الشخصيات وظائفهم نتيجة إظهار موقفهم الرافض للقصف الإسرائيلي على غزة والذي اعتبروا أنه يتسبب في مزيد من الضحايا المدنيين.
فيما تخلى البعض الآخر طواعية عن وظيفته جراء الصراع الدائر نظراً لرفضهم مواقف المؤسسات التابعين لها أو شعورهم بالعجز عن قدرتهم تقديم المساعدة عبر تلك المناصب ل وقف إطلاق النار في غزة.
اللاعب أنور الغازي
ومن أبرز الذين فقدوا وظائفهم المهاجم الهولندي ذو الأصول المغربية أنور الغازي، في أعقاب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
وفي السابع عشر من أكتوبر تشرين الأول الماضي، أعلن اللاعب دعمه للفلسطينيين عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار حفيظة نادي (ماينز) الألماني الذي يلعب به.
وأوضح النادي أنه خلال محادثات مع الغازي، فإنه نأى بنفسه عن رسالته المنشورة على إنستغرام، والتي حذفها بنفسه بعد بضعة دقائق، وأضاف أن الغازي «يأسف لنشر الرسالة وتأثيرها السلبي».
إلا أن اللاعب صرّح في بيان نشره لاحقاً بأنه «غير نادم» على موقفه، وقال «لا أشعر بأي أسف على موقفي، ولا أنأى بنفسي عما قلته أو أؤيده اليوم وحتى آخر نفس من أجل الإنسانية والمظلومين»، وهو ما دفع النادي لإلغاء عقده في وقت سابق من الشهر الجاري.
بادي كوسغريف
استقال بادي كوسغريف، الرئيس التنفيذي لـ(قمة الويب)، الشهر الماضي بعد انسحاب العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى من المؤتمر التكنولوجي السنوي المقبل للشركة بسبب تعليقاته بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
تأتي استقالة الرئيس التنفيذي لـ(قمة الويب) بعد ما يزيد قليلاً على أسبوع من تغريداته المنشورة على موقع إكس -تويتر سابقاً- التي تدين الحرب الإسرائيلية في غزة.
وفي 13 أكتوبر تشرين الأول قال كوسغريف «جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب التنديد بها على حقيقتها».
جازمين هيوز
جازمين هيوز صحفية نيويورك تايمز، كانت هي الأخرى ضحية جديدة لنيران حرب غزة.
وأعلن رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز جيك سيلفرستين عن استقالة هيوز في مقال نُشر في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، قائلاً «على الرغم من أنني أحترم أن لديها قناعات قوية، فإن هذا كان انتهاكاً واضحاً لسياسة التايمز بشأن الاحتجاج العام».
وأضاف أنه عقد اجتماعاً مع هيوز، ليؤكد لها أن الاحتجاجات العامة لا تتماشى مع منصبها كصحفية في التايمز، وقال «توصل كلانا إلى نتيجة مفادها أنها يجب أن تستقيل».
وأشعلت استقالة هيوز أزمة تضاف إلى رصيد الإعلام الغربي الذي يواجه موجات اتهام بعدم الموضوعية والدقة في طريقة تناوله للصراع بين إسرائيل وغزة.
مها الدخيل
نيران الحرب وصلت أيضاً إلى هوليوود بعدما أُجبرت مها دخيل إحدى كبار وكلاء هوليوود على التنحي من مجلس إدارة وكالة الفنانين المبدعين بعد تعرضها لانتقادات بسبب وصفها الأحداث في غزة بأنها «إبادة جماعية»، على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن مها دخيل (48 عاماً)، وكيلة المواهب الأميركية التي عملت مع مشاهير مثل توم كروز، وريس ويذرسبون، استقالت من مجلس الإدارة الداخلي في وكالة الفنانين المبدعين (Creative Artists Agency) بعد ردود الفعل العنيفة على منشوراتها الداعمة لفلسطين.
استقالات طواعية
كريغ مخيبر المدير السابق لمكتب نيويورك لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، استقال من منصبه السابق قائلاً «توجد عناصر إبادة جماعية» في إشارة للقصف الإسرائيلي في قطاع غزة.
وجاءت استقالة مخيبر من الأمم المتحدة قبل عدة أيام، بعد أن عمل هناك أكثر من 30 عاماً بسبب ما اعتبره عجز المنظمة عن التدخل لوقف هذا الصراع. وتوقف المسؤول رفيع المستوى عن العمل في الأمم المتحدة في الأول من نوفمبر تشرين الثاني.
وأدى تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول لسقوط أكثر من عشرة آلاف شخص من بينهم 3900 طفل و2500 امرأة بحسب المتحدث باسم الصحة الفلسطينية، وعلى الناحية الأخرى، قُتل 1200 إسرائيلي وأصيب الآلاف بعد أن بدأت حماس عملية (طوفان الأقصى).