تسبب انقطاع ضخم للتيار الكهربائي في شل أجزاء واسعة من إسبانيا والبرتغال يوم الاثنين، ما أدى إلى توقف الطائرات، وتعطيل وسائل النقل العامة، وإثارة موجة من الذعر بين السكان الذين هرعوا إلى المتاجر لشراء المستلزمات الأساسية.
بدأ الانقطاع قرابة الساعة 10:33 بتوقيت غرينتش، وسط حالة من الغموض حول أسبابه حتى الآن، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنه «لا دليل على وجود تهديدات للأمن العام»، داعياً المواطنين إلى متابعة الأخبار من القنوات الرسمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تراجع استهلاك الكهرباء في إسبانيا إلى مستويات تاريخية بسبب انقطاع التيار (رويترز)
استدعت الحكومة الإسبانية مجلس الأمن الوطني لاجتماع طارئ، في حين اجتمعت الحكومة البرتغالية في جلسة استثنائية لمتابعة تطورات الأزمة.
وعلى الأرض، بدأ التيار يعود تدريجياً إلى بعض المناطق مثل إقليم الباسك وبرشلونة، فيما لا تزال مناطق أخرى غارقة في الظلام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أوقفت المستشفيات في مدريد وكتالونيا جميع الأعمال الروتينية واكتفت بمعالجة الحالات الحرجة باستخدام مولدات الطوارئ.
أغلقت المتاجر الكبرى مثل «ليدل» و«إيكيا» أبوابها، واصطفت طوابير طويلة أمام محلات السوبر ماركت، وسط أرفف فارغة نتيجة الإقبال الهائل على شراء المواد الغذائية الأساسية.
وأكد البنك المركزي الإسباني أن العمليات المصرفية الإلكترونية لا تزال تعمل عبر أنظمة الطوارئ، رغم شكاوى السكان من تعطل بعض أجهزة الصراف الآلي.
في العاصمة مدريد، توقفت إشارات المرور، ما تسبب في فوضى مرورية خانقة، واضطر رجال الشرطة ومتطوعون إلى تنظيم السير يدوياً.
وتعطلت حركة القطارات والمترو، وأُجلي ركاب عالقون داخل العربات، فيما تعطلت حركة الطيران في مطار مدريد ومطارات أخرى بإسبانيا والبرتغال، رغم اعتماد بعضها على مولدات احتياطية.
وفي لشبونة وبورتو، أُغلقت شبكات المترو بالكامل، واصطفت طوابير أمام محطات الوقود ومحلات بيع المولدات الكهربائية، أشارت شركة الكهرباء البرتغالية أيي دي بي «EDP» إلى أن إعادة التيار قد تستغرق ساعات.
استعاد المشهد ذكريات مأساوية في أوروبا حين تسببت أعطال في الشبكات الكهربائية خلال عامي 2003 و2006 في انقطاع التيار عن دول عدة بينها إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا.
وتعتمد إسبانيا على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 43 في المئة، مع مساهمة الطاقة النووية بنحو 20 في المئة، والباقي يأتي من الوقود الأحفوري، ما يضع تساؤلات حول مدى مرونة الشبكة الكهربائية في مواجهة أي اختلالات مفاجئة.
رغم التحذيرات، أكدت السلطات الإسبانية والبرتغالية أن الوضع تحت السيطرة، فإن عودة الحياة إلى طبيعتها قد تستغرق بعض الوقت، وسط استمرار حالة الترقب والقلق الشعبي.
(رويترز)