يحلّ الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المبتكرة كملف عاجل وشائك على منصات النقاش في المنتديات المتخصصة لبحث سبل توظيفهما في حلول خفض الانبعاثات الكربونية والحد منها في المستقبل.
وقالت صوفي هيلدبراند، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لـ«CNN الاقتصادية» إن استخدام الذكاء الاصطناعي هو عامل أساسي لتحسين الأداء في عمليات الشركة.
وقالت «حصلنا على نتائج فعالة، حيث انخفض استخدامنا للطاقة بشكل كبير، وسيساعد ذلك في تحقيق كفاءات في جميع عملياتنا المستقبلية».
وأضافت هيلدبراند «الذكاء الاصطناعي مهم لأنه يسمح لنا بتحويل مهامنا».
ومع ذلك، سلّطت مسؤولة التكنولوجيا في «أدنوك» الضوء على ضرورة التنبه لكم الطاقة المستهلك أثناء تدريب الذكاء الاصطناعي ومدّه بالبيانات اللازمة.
وقالت «يتطلب تدريب الذكاء الاصطناعي قدراً كبيراً من القدرة الحوسبية، ونحن بحاجة إلى النظر في كيفية إنشاء مراكز بيانات خضراء أيضاً».
قطاع الطاقة أحد القطاعات الرئيسية لانتاج الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم .
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن قطاع الطاقة كان مسؤولاً عن 70 في المئة من الانبعاثات الكربونية العالمية عام 2018، بسبب حرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء والحرارة وتشغيل وسائل النقل.
مساعد العامل البشري
يرى الخبراء أن بوسع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة إحداث تغيير ثوري في قطاع الطاقة على عدة جبهات عبر تحسين استهلاك الطاقة إلى أبعد الحدود الممكنة وتحسين كفاءة الطاقة وتخفيض تكلفة العمليات وخفض الانبعاثات.
وقال يوسف سالم، الرئيس التنفيذي للشؤون الماليةلدى «AIQ»، وهي مشروع مشترك بين «أدنوك» و«G42» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، إن هذه التكنولوجيا ستكون مساعداً رئيسياً للكادر البشري في قطاع الطاقة.
وقال سالم «للذكاء الاصطناعي دور رئيسي في كل الصناعات، لأن هذه التكنولوجيا تساند العامل البشري باتاحة كمية كبيرة من البيانات والمعلومات والتي تساعد في أخذ قرارات استراتيجية وتحسين الكفاءة».
وأضاف في تصريحات لـ «CNN الاقتصادية» إنه «على الرغم من أننا بدأنا بمجال الطاقة فإن هذه التكنولوجيا لها استخدامات في جميع المجالات مثل النقل البحري والقطاع الصناعي والطاقة المتجددة ونتوقع أن تُطبق في كافة القطاعات».
استثمار في الطاقة النظيفة
وإلى جانب تطوير الحلول المستقبلية الواعدة للحد من الانبعاثات، لفتت هيلدبراند إلى ان الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يسير جنباً إلى جنب مع الاساثمارات في الطاقة النظيفة.
وأوضحت أن «أدنوك» خصصت استثمارات بقيمة 15 مليار دولار في مجال التحول نحو استخدام الكهرباء كوقود وإزالة الكربون والطاقة المتجددة والهيدروجين.
وأضافت «هذا استثمار مهم».
وبالنسبة لخفض الانبعاثات وتحديداً في الأصول البحرية، فقد خصّصت «أدنوك» مبلغ «3.8 مليار دولار لتزويدها بالكهرباء وهذا سيساهم في خفض كثافة الكربون لديها بنسبة 50 في المئة».
وتابعت «أما استثماراتنا في «مصدر» فستتوسع لتصل قدرة توليد الطاقة إلى أكثر من 100 غيغاواط من المصادر المتجددة وأكثر من مليون طن من الهيدروجين الأخضر، وبناء عليه يمكن ملاحظة التغيرات الواضحة في قطاع الطاقة».
