شدّد روبرتو بوكا، رئيس قسم الطاقة والبنية التحتية في المنتدى الاقتصادي العالمي في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على أن تعهدات الدول للانتقال إلى الطاقة النظيفة لا يمكن أن تتحقق إلّا من خلال وضع خريطة طريق على المستوى الدولي، مؤكداً أن هذا الانتقال يتمّ من خلال التعاون بين القطاع العام والخاص.
ورأى بوكا أن المسؤولية تقع على صانعي القرار لتنفيذ الاستثمارات الخضراء والإسراع في ترخيص إنتاج أنواع جديدة من الطاقة وتوزيعها.
«أدنوك» نموذج ناجح للانتقال نحو الطاقة النظيفة
وقال بوكا إن الانتقال إلى الطاقة النظيفة بطيء جداً عالمياً ويحتاج إلى أن يسير بوتيرة أسرع، أمّا على مستوى منطقة الشرق الأوسط، فهناك نماذج لشركات ناجحة في هذا الصدد مثل «أدنوك» و«مصدر» اللتين تضخان استثمارات ضخمة في هذا المجال، وأضاف بوكا أن بعض شركات النفط والغاز يتخذ خطوات سديدة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة ولكنها تواجه مشكلة تباطؤ في هذا المجال وهي بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات والابتكار التكنولوجي حسب قوله.
دور قطاع الكهرباء في انتقال الطاقة
أمّا في ما يخص التحول إلى الكهربائية، فقال بوكا إن بعض الأرقام تشير إلى أن هناك حاجة للمزيد من الاستثمار في توليد الطاقة النظيفة وزيادة في أطر نقلها، وبدوها تحتاج الكهرباء النظيفة أن تنتقل إلى المستخدمين، ما يستلزم المزيد من الاستثمار ومواجهة تحديات كثيرة مثل توفر المواد المعدنية المطلوبة، وأضاف بوكا أن الابتكار التكنولوجي يجب أن يلعب دوراً أساسياً في هذه المرحلة.
دور الطلب في الانتقال؟
اعتبر بوكا أن الطلب أمر بالغ الأهمية في عملية التحول ويمكن للناتج المحلي الإجمالي أن ينمو حقاً مع تحقيق العدالة الاقتصادية، مضيفاً أن تغير معدلات العرض والطلب، سيسمح بإنشاء شراكة مبتكرة بين المورد والمستهلك يتم من خلالها تحسين الطلب، وأضاف بوكا أن «علينا التأكد أن الطلب يعتمد على منظومة تقليل كميات الطاقة المستخدمة»
طاقة أكثر وانبعاثات أقل
قال بوكا “إننا نحتاج إلى مزيد من الطاقة.. ولكن كيف تولَّد تلك الطاقة لأننا لا نحتاج إلى المزيد من انبعاثات الكربون“، وأضاف أن هناك تكنولوجيا لالتقاط الكربون وتخزينه التي يمكن أن تساعد في تقليل تأثير الانبعاثات من الوقود الأحفوري، وتنتج عملية توليد وتوزيع الطاقة المتجددة انبعاثات أيضاً حسب بوكا، ولذلك «التحول ليس أبيض أو أسود»، والهدف هو إنتاج المزيد من الطاقة منخفضة الانبعاثات.
هل من تحوّل عادل؟
وقال بوكا إن جميع القطاعات لا تعتبر الانتقال للطاقة النظيفة قضية استدامة فحسب، بل تتعلق أكثر بالأمن وبالعدالة، و«لا يمكننا حل إحدى القضايا دون الأخرى»، حسب قوله.