«تحقيق نمو اقتصادي دون الاعتماد على الطاقة النظيفة هو أمر قابل للتطبيق، لكن الاعتماد على الطاقة النظيفة يسرع مسار النمو»، هكذا يلخص ستيفين سيفيرانس، مدير إدارة النمو في مدينة «مصدر»، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، المسار الذي رسمته المدينة الإماراتية المستدامة لنفسها.
وتابع «لا يمكن أن نوقف الانبعاثات الكربونية بين عشية وضحاها، لذا يجب تكثيف الاستثمارات في الطاقة المتجددة في هذه الفترة الانتقالية».
مدينة «مصدر» مجتمع حضري منخفض الكربون، يضم مجمعاً متنامياً قائماً على التقنيات النظيفة، إضافة إلى منطقة حرة وأخرى سكنية، ومطاعم ومتاجر تجزئة ومتنزهات.
يتكامل مفهوم الاستدامة مع فكرة المدن الذكية التي تلقى اهتماماً شرق أوسطي متزايداً كأداة لتبني حلول وتطبيقات تعتمد على الذكاء التكنولوجي وإنترنت الأشياء لمواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ.
يأتي ذلك في وقت يطرح فيه تنامي معدلات الانتقال من الريف إلى المدن والتوسع الحضري تحديات جمة على عاتق الدول، ليس أقلها زيادة التلوث وانبعاثات الكربون، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 68 في المئة من السكان ستقيم في المدن بحلول عام 2050.
تصل هذه النسبة في دول الخليج إلى 85 في المئة، وفق دراسة أجرتها «بي دبليو سي».
الاستدامة سبيل إلى النمو
تتوجه دول الخليج، في إطار سياسات التنويع الاقتصادي، إلى التركيز على المدن المستدامة، كما قال أحمد باقحوم، الرئيس التنفيذي لمدينة «مصدر» في مقابلة مع «CNN الاقتصادية».
وأضاف «أكثر من 1100 شركة أسهمت في خلق بيئة عمل ودعم الاقتصاد في مدينة مصدر وإمارة أبوظبي، كما أسهمت مدينة مصدر منذ إنشائها عام 2006 بحلول مستدامة ذات جدوى اقتصادية مربحة لخلق نموذج يساعد على بناء مدن مستدامة في المستقبل».
واعتبر سيفيرانس أن مدينة «مصدر» من أبرز المدن المستدامة في المنطقة التي تراعي التحديات التي يفرضها تغيّر المناخ.
وقال «أبوظبي ودبي والسعودية تقوم باستثمارات ضخمة في هذا المجال، وأبوظبي تتوسع باستثمارات إقليمية ومشاريع ضخمة في الأردن ومصر وعُمان».
الاستدامة بذكاء
يقدر حجم سوق المدن الذكية في عام 2023 بنحو 717 مليار دولار، وفق صندوق النقد العربي، وتتسم هذه المدن بنهج يعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الاستدامة البيئية.
دعا سيفيرانس إلى ضرورة تكثيف الاستثمارات في الطاقة المتجددة في الفترة الانتقالية للتحول صوب منظومة أكثر استدامة، مشيراً إلى أن بعض البلدان لا ينقصها الانتقال إلى الطاقة النظيفة فحسب، بل ينقصها الوصول إلى الطاقة أصلاً.
وبدوره، يقول محمد البريكي، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في مدينة «مصدر»، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن المدينة تعمل على استقطاب الشركات التي تعمل في التكنولوجيا النظيفة والتي تعتمد على الطاقة النظيفة في قطاعات الزراعة والفضاء وغيرها، بغض النظر عن حجمها.