أصبح البحث عن حلول جذرية لمعالجة أزمة تغير المناخ، واجباً يقع على عاتق كل الدول والشعوب، لا سيما الدول العربية التي اتجهت بالفعل خلال السنوات الأخيرة لدعم جهود المناخ بعدد من المبادرات.
ويأتي مؤتمر قمة المناخ السنوي تذكرة بأهمية الاستمرار في هذه الجهود من أجل مكافحة ارتفاع درجات حرارة الأرض، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تعوق مسيرة التنمية المستدامة في مختلف دول العالم.
وأقر ممثلو الوفود المشاركة في مؤتمر المناخ الأخير في مصر «كوب 27» إنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية جرَّاء التغير المناخي.
ومع اتجاه الأنظار لمؤتمر « كوب 28»، نلقي نظرة على أهم المبادرات التي أطلقتها الدول العربية في السنوات الأخيرة بهدف الحد من تلوث البيئة والمساهمة في الوصول إلى أهداف المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021
انطلقت مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021، بهدف حماية البيئة وتحويل الطاقة وبرامج الاستدامة في المملكة لتحقيق أهدافها الرئيسية الثلاثة في تعويض وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير السعودية، وحماية المناطق البرية والبحرية.
وضمت الحزمة الأولى من خطة السعودية الخضراء أكثر من 60 مبادرة ومشروعاً جديداً ضمن إطار المبادرة الرئيسي.
واتخذت المملكة منذ إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، خطوات لبناء مستقبل أكثر استدامة، مستهدفة حماية البيئة، وزيادة استخدام الطاقة النظيفة، ومكافحة تغير المناخ.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بقيادة السعودية
تقود السعودية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها لأول مرة في عام 2021، بهدف وضع خارطة طريق للعمل المناخي على مستوى المنطقة، مع إطلاق برنامج إعادة التشجير الأكبر من نوعه في العالم.
كما تسعى المبادرة التي تلقت دعماً من نحو 34 دولة حول العالم، إلى المساهمة بصورة كبيرة في خفض الانبعاثات الكربونية للوصول إلى المستويات المحددة بموجب اتفاق باريس للمناخ.
مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050
تهدف المبادرة الاستراتيجية الإماراتية إلى تحقيق الحياد المناخي وخفض الانبعاثات بحلول عام 2050، وكانت دولة الإمارات هي الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.
وتتماشى المبادرة مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ، والتي تسعى لخفض انبعاث غازات الدفيئة والحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض دون الدرجة والنصف مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
مبادرة قطر لزراعة المليون شجرة
تسعى مبادرة وزارة البيئة القطرية لزراعة عشرة ملايين شجرة بحلول عام 2030، وهي خطوة قد تساعد البلاد في تعزيز التنوع البيولوجي، والاستفادة من المياه المعالجة في الري، وتحسين جودة الهواء، وزيادة الرقعة الخضراء، ومن ثم تقليل الانبعاثات.
مبادرة مصر للمشروعات الخضراء «نُوَفِّي»
أطلقت مصر في السابع من يوليو تموز 2022 مبادرة «نُوَفِّي» بهدف جذب التمويل والاستثمار في مشروعات المناخ بالتماشي مع استراتيجية المناخ 2050، والترويج لمشروعات التنمية في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، إلى جانب تعزيز التحول الأخضر.
وقالت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو، في تصريحات نقلتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إن مشروعات المبادرة يمكن أن تستفيد مما سيقدمه البنك، في إطار برامج التكيف مع التغيرات المناخية، من حزم تمويل مقدارها مليار و300 مليون دولار.
الكويت تنضم لمبادرة «تحالف القرم من أجل المناخ»
في يونيو حزيران من هذا العام، أعلنت المديرة العامة للهيئة العامة للبيئة بالوكالة في دولة الكويت، سميرة الكندري، انضمام بلدها إلى «مبادرة تحالف القرم من أجل المناخ».
وأطلقت الإمارات هذه المبادرة بالشراكة مع إندونيسيا في «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ المصرية عام 2022.
وإلى جانب العديد من المبادرات الأخرى، شهدنا اتفاقيات ومشروعات متنوعة على المستوى الإقليمي والعالمي، والتي تصدرتها اتفاقيات الإمارات مع عدد من الدول منذ «كوب 27»، بما في ذلك، مصر و الأردن وإسرائيل.
كما أطلقت الإمارات بالتعاون مع كينيا مجموعة عمل مشتركة بين قمة المناخ الإفريقية ومؤتمر الأطراف «كوب 28»، للتركيز على الانتقال في قطاع الطاقة، وتعزيز التمويل المناخي لتسريع النمو الأخضر في أفريقيا خلال الفترة التي تسبق المؤتمرَين المذكورَين.
وسينعقد مؤتمر الأطراف «كوب 28» في الإمارات خلال الفترة من الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني، وحتى الثاني عشر من ديسمبر كانون الأول 2023.