تعاني البلدان على مستوى العالم من أزمة نقص الغذاء، والتي تفاقمت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في تعطيل إنتاج الغذاء وهدد الأمن الغذائي العالمي، ما يدفعنا للبحث عن حلول بديلة.

وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة «الفاو» زيادة مطردة في عدد السكان إلى 9 مليارات شخص بحلول عام 2050، مما يعزز الحاجة إلى زيادة إنتاج الغذاء، وقد يؤدي بدوره إلى زيادة الضغط على البيئة.

وتتسابق المؤسسات الدولية في الوقت الحالي لإيجاد بدائل غذائية ومصادر بروتين مستدامة تضمن استقرار النظام الغذائي العالمي، وتظهر اللحوم النباتية الأعشاب البحرية، و اللحوم المزروعة، وحتى بعض أنواع الحشرات ضمن الخيارات المتاحة أمامنا الآن.

الحشرات: المرشح الأول لبدائل الغذاء

طالما جذبت الحشرات أنظار الباحثين باعتبارها أحد مصادر البروتين المستدامة التي تنتج الكمية نفسها من البروتين والفيتامينات والأحماض الأمينية الهامة للإنسان، مثل الدواجن، والأبقار، والأغنام بمتطلبات علف أقل بكثير.

وأوضحت منظمة «الفاو» في تقرير لها أنه على سبيل المثال تحتاج الصراصير إلى علف أقل بستة أضعاف من الأبقار، وأربع مرات أقل من الأغنام، ومرتين أقل من الخنازير ودجاج التسمين لإنتاج الكمية نفسها من البروتين.

ورغم أنه يصعب على العديد من الأشخاص تخيل هذا الغذاء ضمن قائمة طعامهم، إلا أنه تقبل العديد من الدول حول العالم، وعلى رأسها الصين، ببعض أنواع الحشرات ضمن نظامهم الغذائي، أو كوجبات خفيفة.

وتظهر المملكة العربية السعودية من بين دول شرق الأوسط التي تتقبل تناول الجراد وهو أحد أنواع الحشرات، بالإضافة إلى اليمن وإيران.

كما قدرت منظمة «الفاو» إن استهلاك الحشرات في بعض مناطق أفريقيا يتراوح بين اثنين إلى 30 في المئة، من إجمالي الاستهلاك العالمي خلال عام واحد.

وأدى الاهتمام المتزايد بالحشرات كمصدر بديل للبروتين أيضاً إلى إنشاء شركات في هولندا وإسبانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وغيرها، لتطوير تقنيات للتربية الجماعية للحشرات وإنتاج المنتجات القائمة على الحشرات بما في ذلك مسحوق الحشرات.

بدائل أخرى على القائمة

في ظل اتجاه عدد كبير من الأشخاص إلى الأنظمة الغذائية النباتية، تظهر «اللحوم النباتية» المُصنعة ضمن الخيارات المتاحة، والتي تتكون من البروتينات النباتية وفول الصويا وبروتين البطاطس وبروتين البازلاء وبروتين حبوب القمح وحتى بروتين الأرز.

وتعتمد عملية تصنيع اللحوم النباتية على دمج المكونات معاً لإعطاء ملمس مشابه للحوم الحقيقية، وعصارة وطعم أقرب للواقع، فعلى سبيل المثال يتشابه ملمس منتجات فول الصويا إلى حد كبير مع الدجاج، وبإضافة بعض المنكهات يصبح لدينا «دجاجاً نباتياً».

كما تتضمن الأغذية في شرق آسيا «الأعشاب البحرية» كجزء راسخ في أنظمتها، ولها استخدامات محتملة متعددة مثل غذاء الإنسان، وعلف الحيوانات، والطاقة الحيوية.

ولا تخلو القائمة من بعض البدائل المعتمدة على التطور التكنولوجي، إذ أعطت وزارة الزراعة الأميركية الضوء الأخضر لشركتَي «غود ميت» و«أبسايد فود» لتطوير اللحوم المزروعة في مُفاعلات حيوية ضخمة باستخدام خلايا الحيوانات وبمساعدة بعض العناصر الغذائية مثل الأحماض الأمينية.

وتشير هذه الخيارات إلى أنه لا يوجد حل واحد للقضايا المعقدة مثل الأمن الغذائي، لذا من المهم التفكير في كيفية تأثير خياراتنا الغذائية على صحتنا وصحة كوكبنا، ومن الواضح أن البدائل الجديدة المقترحة هي جزء أساسي من حل أزمة الغذاء.