تقلصت أكثر من نصف بحيرات العالم الكبيرة منذ أوائل التسعينيات، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (Science) بقيادة باحثين من جامعة كولورادو بولدر، وكشفت أن تغير المناخ والأنشطة البشرية هي المحركات الرئيسية لذلك الانكماش.
حللت الدراسة بيانات ما يقرب من ألفي بحيرة حول العالم، حيث وجد الباحثون أن متوسط مستوى البحيرة قد انخفض نحو 1.5 متر منذ عام 1992. وكان الانخفاض أكثر وضوحاً في البحيرات الواقعة في المناطق الجافة، مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تعتبر نتائج الدراسة بمنزلة جرس إنذار لحالة موارد المياه العذبة في العالم. وتعتبر البحيرات مصادر مهمة لمياه الشرب والري ولأغراض النقل. كما أن لها دوراً حيوياً في دعم التنوع البيولوجي وتنظيم المناخ.
ويقول مؤلفو الدراسة إن تراجع البحيرات هو أحد أعراض المشكلة الأوسع لتغير المناخ. ويتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجات حرارة الأرض، ما يؤدي إلى مزيد من تبخر مياه البحيرات، خاصة في المناطق القاحلة، حيث يقل هطول الأمطار اللازم لرفع مناسيب المياه في البحيرات.
وتساهم الأنشطة البشرية أيضاً في تجفيف البحيرات، وكذلك الري لأغراض الزراعة، والاستخدامات الصناعية، وإقامة السدود على الأنهار.
ول جفاف البحيرات العديد من النتائج السلبية، مثل نقص المياه، ما قد يؤثر على إمدادات مياه الشرب والزراعة والصناعة. كما يؤدي إلى إتلاف النظم البيئي، حيث تضطر الأسماك وأشكال الحياة البرية الأخرى إلى الانتقال إلى مناطق أخرى.
ولعلاج المشكلة، يجب تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لإبطاء تغير المناخ، وتحسين ممارسات الحفاظ على المياه، واستعادة الأراضي الرطبة وغيرها من المناطق الطبيعية التي تساعد على امتصاص المياه.
تلقي دراسة جامعة كولورادو بولدر الضوء بشكل حاسم على جانب مهمل من التدهور البيئي. إن تقلص البحيرات هو أكثر من مجرد ظاهرة إحصائية. إنه انعكاس لكوكب تحت الضغط.