تُنتج عمليات إطلاق الصواريخ الفضائية أكثر من 40 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ما يعادل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن نحو 9 آلاف مركبة تعمل بالبنزين يتم قيادتها لمدة عام.

فمثلاً أطلقت مهمة «كرو 6»، التي كان على متنها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، نحو 250 طناً من ثاني أكسيد الكربون، أي كمية ثاني أكسيد الكربون نفسها المنبعثة من استخدام الطاقة لمدة سنة بـ31.5 منزل.

واستخدمت مهمة «كرو 6» صاروخ «Falcon 9» الذي يعمل بالكيروسين والأكسجين السائل، وعلى الرغم من أن الأكسجين السائل ليس من الغازات الدفيئة فإنه يسهم في استنفاد طبقة الأوزون.

كميات لا تُذكر

على الرغم من أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن صناعة الفضاء لا تذكر مقارنة بالصناعات الأخرى، فإنّها تسهم في تغيُّر المناخ، إذ يفرز الكيروسين الموجود في خليط الوقود سخاماً أسود عند احتراقه مباشرة في طبقة الستراتوسفير، التي تقع على ارتفاع نحو 12 كيلومتراً و50 كيلومتراً فوق الأرض.

ويبقى السخام عالقاً في هذه الطبقة لمدة تصل إلى 5 سنوات، ويمتص الحرارة ويسهم في تغير المناخ ويُلحق الضرر بطبقة الأوزون، ما يعرض الكوكب للأشعة فوق البنفسجية الخطيرة.

وحالياً تُنتج الصواريخ ألف طن من السخام سنوياً، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فضلاً عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عملية الإطلاق ومعدات الدعم الأرضية والعمليات التحضيرية.

ومع ذلك فإن كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة أثناء إطلاق الصواريخ هي كمية صغيرة نسبياً مقارنة بالانبعاثات الصادرة عن الصناعات الأخرى مثل النقل والطاقة، إذ تشكل نحو 25 في المئة من إجمالي الانبعاثات العالمية.

كما تُستخدم التكنولوجيات الفضائية للتخفيف من آثار تغير المناخ، وتساعد الأقمار الصناعية لتتبع التغيرات في الغلاف الجوي للأرض والمحيطات والكتل الأرضية.

وتسهم هذه البيانات في دراسة أسباب تغير المناخ وآثاره وتطوير استراتيجيات التخفيف، وتوفر الطاقة الشمسية الفضائية التي يعمل العملاء على توليدها من خلال تطوير تقنيات وممارسات مستدامة مصدراً نظيفاً وفيراً للطاقة بواسطة وضع الألواح الشمسية حول الأرض، وتنعكس الطاقة إلى جهاز إرسال في الأرض لتشغيل المنازل والشركات ووسائل النقل.