تكرّم الإمارات العربية المتحدة زوّار مؤتمر كوب 28 بهدية باقية في أرضها طوال حياتهم وما بعدها، بعد أن أطلقت هيئة البيئة في إمارة أبوظبي مبادرة «غرس الإمارات» لزراعة عشر أشجار قرم لكل زائر للمؤتمر المتوقع انعقاده أواخر العام الحالي.

وينعقد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في مدينة إكسبو دبي بين 30 نوفمبر تشرين الثاني و12 ديسمبر كانون الأول.

وأسفرت مبادرات هيئة البيئة في أبوظبي لتشجيع زراعة أشجار القرم عن زراعة 40 مليون شجرة قرم خلال السنوات العشر الماضية، في جزر ومناطق مختلفة، منها السعديات والجبيل وياس والحديريات وأبوالأبيض والظنة.

وساعدت هذه البرامج على زيادة مناطق أشجار القرم بمقدار 64 كيلومتراً مربعاً بالتوازي مع تطبيق قوانين الحماية الصارمة، حيث ازدادت مساحة مناطق أشجار القرم في أبوظبي بمعدل يتخطَّى 35%.

واليوم تصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كيلومتراً مربعاً، بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.

ووفق تقييم معدلات عزل الكربون في التربة في غابات أشجار القرم، كشفت الدراسات قدرتها على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنوياً، أي ما يعادل 8750 طناً ويوازي استهلاك الطاقة في 1000 منزل بشكل سنوي.

تقنيات مبتكرة

وتتم زراعة أشجار القرم باستخدام أساليب مبتكرة مثل استخدام الطائرات بدون طيار خلال الربع الأخير من العام، وهي الفترة المثالية لزراعتها.

ومن ضمن المناطق الساحلية التي تعتبر من البيئات المناسبة لزراعة أشجار القرم، محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي ومدينة المرفأ وجزيرة الجبيل.

وتُعد أشجار القرم من أكثر النُظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم، فهي تساعد على التخفيف من آثار تغيّر المناخ وتعتبر من المصادر التي تمتصُّ الغازات الدفيئة، فضلاً عن قدرتها على تخزين وعزل الكربون إذ تمتلك القدرة على امتصاص الكربون تصل إلى 4 أضعاف أشجار الغابات المطيرة في الأمازون.

وتحتضن إمارة أبوظبي 85% من مساحة أشجار القرم في دولة الإمارات العربية.

وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي، إن هذه المبادرة «تهدف لدعم الهدف 13 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتعلق «بالعمل المناخي» الذي يحث على اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ والتكيف مع آثاره».

كما تدعم هذه المبادرة المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 التي تتماشى مع هدف دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثل في زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.