في رحلتها صوب هدف الحياد الكربوني، تتكاثر مشاريع أدنوك الإماراتية العملاقة للطاقة قُبيل انعقاد قمة كوب 28 التي تستضيفها الإمارات في نهاية نوفمبر تشرين الثاني من العام الحالي.
فالشركة التي تشكل جزءاً أساسياً من اقتصاد الإمارات تسعى جاهدةً لتعزيز قطاع الاقتصاد الأخضر الذي شهد نمواً كبيراً خلال العقد الماضي.
وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، قال إبراهيم الزعبي الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، إن الاستدامة سياسة تتبعها الشركة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتصمم على الحفاظ على هذا الإرث التاريخي.
وأضاف الزعبي أن الكثافة الكربونية لإنتاج أدنوك النفطي هي من الأقل عالمياً عند سبعة كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون المكافئ لكل برميل مع تخفيض أربعة ملايين طن خلال 2022.
وقال «طموح أدنوك عالٍ، وقررت القيادة أن تسرع الوصول إلى الحياد المناخي في 2045»، مؤكداً أن «أدنوك» تقوم بمبادرات كثيرة على الأرض لتحقيق هدف محاربة تداعيات تغير المناخ من خلال الاستثمار في التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتقاط الكربون وتخزينه.
استثمار مستدام في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
تستثمر «أدنوك» في التقاط الكربون وتخزينه، ولها مشروع هو الأول على المستوى الاقتصادي والصناعي بالمنطقة في هذا المجال، مع هدف للوصول إلى تخزين ما يقارب خمسة ملايين طن انبعاثات كربونية مكافئة بحلول 2030.
وللشركة مبادرات في تكنولوجية في مجالات الذكاء الاصطناعي تشمل الاعتماد على المجسات والأقمار الاصطناعية في عمليات إنتاج الغاز.
وقد أطلقت أدنوك «برنامج القيمة المضافة في دولة الإمارات الذي يركز على الشركات الناشئة الوطنية من خلال عمل أولويات للتعاون والاستثمار للشركات الناشئة في التكنولوجيا وغيرها».
قياس نجاح مبادرات أدنوك المستدامة
وبحسب الزعبي، فإن الشفافية في قياس الأداء هي عامل رئيسي، وهو ما سيجري تحت مظلة مبادرات تقييم دولية، وقد أصدرت «أدنوك» تقريراً من خلال شركة مستقلة أعلنت فيه بشكل شفاف عن انبعاثاتها الكربونية للبرميل، بالإضافة لانبعاثاتها من الميثان.
واعتبر الزعبي أن الالتزام بالاستدامة هو التزام دولي حكومي والتزام للقطاع الخاص أيضاً، مضيفاً أن من أهم الأسس لتحقيق ذلك هو الدعم «غير المحدود» الذي تقدمه القيادة والإدارة في شركة «أدنوك» للاستثمار في الاستدامة ومكافحة تغير المناخ.
تمويل الاستدامة
أضاف الزعبي أن التمويل مهم جداً للوصول إلى الحياد المناخي، حيث التزمت «أدنوك» بتخصيص 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة لاستثمارها بهدف تقليل كثافة انبعاثاتها بحدود 20 في المئة في 2030.
وتشمل الاستثمارات تنويع مصادر الطاقة مثل مساهمة أدنوك في «مصدر»، فضلاً عن تخصيص نحو 3.5 مليار دولار لربط عمليات «أدنوك» البحرية بشبكة الطاقة النظيفة.
مساهمة «أدنوك» في الاقتصاد الأخضر بالإمارات
أكّد الزعبي أن «أدنوك» تتطلع إلى الجانب الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للوصول إلى الاستدامة، وترى نفسها جزءاً مهماً من الاقتصاد الأخضر في الإمارات والمنطقة.
فإنتاج الشركة لا يقتصر على النفط والغاز، بل يشمل أيضاً الهيدروجين الأخضر والأمونيوم منخفض الكربون، فضلاً عن استثمار «أدنوك» في العنصر البشري الذي يعد أولوية للتحضير لمستقبل مستدام.
وختم مشدداً على أهمية تأمين معادلة تضمن المسؤولية البيئية والازدهار الاقتصادي في الوقت نفسه، وأن أدنوك حريصة على ذلك.