في إطار تغطية «CNN الاقتصادية» مؤتمر أهداف التنمية المستدامة الذي يُعقد بالتوازي مع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، نسلط الضوء على الجهود التي تبذلها الدول في إطار التحول إلى الطاقة النظيفة مع اقتراب قمة كوب 28 التي تستضيفها الإمارات في نهاية العام الحالي.

جهود الإمارات في هذا المسار كانت محوراً للنقاش، بما أنها الدولة المضيفة لهذه القمة، وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية» من الأمم المتحدة في نيويورك، أكّدت شذى الهاشمي، المستشارة في الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في وزارة شؤون مجلس الوزراء في الإمارات، أنه على الصعيد الوطني، أحرزت دولة الإمارات تقدماً كبيراً في الانتقال إلى الطاقة النظيفة من خلال مواءمة خطط التنمية الوطنية بشكل مستمر.

وأضافت الهاشمي أنه يتم رصد تنفيذ الأهداف من خلال «نظام أداء» الخاص بحكومة دولة الإمارات، الذي يدعم المؤسسات الحكومية لمواءمة مبادراتها مع الأهداف الأممية، وبالإضافة إلى عقد منتدى «أهداف التنمية المستدامة في التنفيذ» بشكل سنوي ضمن فاعليات القمة العالمية، ويركز الملتقى على التحديات الأساسية لتنفيذ الأهداف العالمية وإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك للأجيال القادمة، إذ تُعد القمة العالمية للحكومات من أهم المنصات التي تجمع حكومات العالم وصنّاع القرار ورؤساء المنظمات الدولية تحت مظلة واحدة.

تحقيق أهداف التنمية المستدامة

يُعتبر العام 2023 عاماً فاصلاً لأهداف التنمية المستدامة بحلول 2030، التي حددتها الأمم المتحدة خلال اجتماعات باريس في 2015، وأكّدت الهاشمي أنه في هذا المنعطف المهم، فإن أمام الإمارات فرصة لإحياء الالتزام بأجندة 2030 بالإضافة إلى التركيز على الفرص المتاحة لتكثيف الجهود وتسريع وتيرة تنفيذ الأهداف بالمشاركة مع القطاع الخاص في تحقيق التقدم في أهداف التنمية المستدامة للدولة من خلال مبادرة المجلس الاستشاري من القطاع الخاص.

وعلى الصعيد العالمي، فقد تأسست المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة خلال القمة العالمية للحكومات 2018 التي استضافتها دبي، وتقول الهاشمي إن تلك المجالس تمثل شبكة فريدة من نوعها، يجتمع فيها صانعو السياسات في الحكومات والمنظمات الدولية التي ستعمل معاً للإشراف على المشاريع المبتكرة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ17 على المستويين الوطني والعالمي.

وكشفت عن إطلاق مبادرة سفراء الشباب التابعة للشبكة المحلية المعنية، ويعمل السفراء الشباب بدعم مـن مؤسسات القطـاع الخاص في التعريف ببرامجهم ذات الصلة بتعزيز مفاهيم الاستدامة المؤسسية بين موظفيهم الحاليين والمستقبليين.

تحديات تسعى الإمارات لتجاوزها

ولفتت إلى أنه في الوقت الذي نتأهب فيه لاجتياز منتصف الطريق نحو الموعد المحدد لتحقيق خطة التنمية المستدامة للعام 2030، يمر المجتمع الدولي بمرحلة حرجة تستدعي تكثيف العمل والعودة إلى المسار الصحيح، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرةً إلى التطور المتسارع للتكنولوجيا وحلول الذكاء الاصطناعي، ومحدودية الاستثمارات والتمويل المستدام، والتعليم، وتغير المناخ، والفقر، وعدم المساواة.

وتابعت الهاشمي قائلةً «لمواجهة هذه التحديات، يحتاج العالم إلى تجديد الالتزام بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وإلى تطوير نظرة استشرافية واستباقية لخطة ما بعد عام 2030، مع مواصلة العمل على رسم خارطة طريق ووضع الأسس الأولى للمرحلة المقبلة لأهداف التنمية المستدامة، بالاستفادة من دروس المرحلة الحالية، وبما يدعم تصميم الأجندة الجديدة بشكل مبتكر يواكب تحديات القرن الحادي والعشرين».

وعن طبيعة التعاون مع الأمم المتحدة للمساعدة في بناء مستقبل أكثر استدامة، تقول «تحرص دولة الإمارات على التعاون مع معظم المنظمات العالمية لبناء مستقبل أفضل، وتتميز العلاقة بالأمم المتحدة بوتيرة نشطة، إذ تبادر الدولة إلى المشاركة في اجتماعات منتدى أهداف التنمية المستدامة رفيع المستوى، وقدمت ملف المراجعة الوطنية التطوعية للدولة في المنتدى السياسي رفيع المستوى للمرة الأولى في عام 2018».

استراتيجية الإمارات على الصعيد الدولي

على الصعيد الدولي، أشارت الهاشمي إلى مواءمة استراتيجية المساعدات الخارجية لدولة الإمارات مع الأهداف، إذ تسهم أنشطتها الإنمائية العالمية في تعزيز عدة أهداف، منها الطاقة، وأنظمة الغذاء، والمناخ، والشراكات.

وقالت «تقدم منظماتنا الإنمائية والإنسانية مثل صندوق أبوظبي للتنمية ومبادرات محمد بن راشد العالمية الدعم لأكثر من 170 دولة، ومن الأمثلة البارزة على ذلك «وقف المليار وجبة» الذي يهدف إلى تكثيف الجهود لتنفيذ برامج فعالة لمكافحة الجوع».

واختتمت بقولها إن الإمارات تسعى دائماً إلى أن تكون أكثر طموحاً وتطلعاً إلى المستقبل في مرحلة ما بعد 2030 من خلال «التعاون والتضامن والاستدامة مع جميع الأطراف لبناء أجندة التنمية العالمية وصناعة مستقبل أفضل وأكثر شمولاً».