بدأ الوعي بأهمية إعادة التدوير منذ زمن بعيد، إذ تشير السجلات التاريخية إلى أن أول ظهور مدوّن لإعادة التدوير كان في اليابان عام 1031، كحلّ ابتكره اليابانيون لتعويض النقص في موارد مثل الورق.
لكن الحاجة إلى إعادة التدوير اليوم تزداد إلحاحاً بسبب تراكم ملايين الأطنان من المواد غير القابلة للتحلل وما يعنيه ذلك لحماية كوكب الأرض.
بدأت دعوات إعادة التدوير بهدف الحفاظ على البيئة في السبعينيات، مع تعاظم نشاط الحركة البيئية في الولايات المتحدة، واليوم يزداد زخم الحملات التي تدعو إلى وقف، أو على الأقل، إعادة تدوير المواد المخصصة للاستهلاك لمرة واحدة، بشكل يخفف من أضرارها البيئية.
دول عدة فرضت قواعد جديدة تحدّ من استخدام المواد الأكثر إضراراً بالبيئة الطبيعية، لا سيما البلاستيك، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وكينيا وزيمبابوي والصين والهند ودول الاتحاد الأوروبي والإمارات وغيرها.
لكن هذه الحملات لا تزال غير قادرة على إقناع الجزء الأكبر من سكان العالم بجدوى إعادة التدوير، فبحسب الأرقام، لا تزيد نسبة البلاستيك المُعاد تدويره حول العالم على تسعة في المئة.
مشروع ربحي من أجل البيئة
التقت «CNN الاقتصادية» بالقائمين على مشروع تجاري يهدف إلى تسهيل جمع البلاستيك والألومنيوم في عدد كبير من دول العالم، بينها دول عربية عدة، من خلال وضع ماكينات مخصصة لجمع قوارير المياه والعلب المعدنية في مراكز تجارية ومناطق سكنية.
ولتحفيز السكان على جعل إعادة التدوير ممارسة يومية، يمكن للمستخدمين المسجلين عبر تطبيق الهاتف الذكي الخاص بمشروع «سباركلو» الحصول على نقاط مقابل كل قطعة بلاستيكية أو معدنية، ومن ثم يمكن استبدال النقاط بخصومات تشجيعية في عدة متاجر في البلاد التي يتوجدون فيها.
يسعى مكسيم كابليفيتش، المدير التنفيذي لشركة «سباركلو»، إلى ربط القضايا البيئية بمشروعه التجاري الربحي، مؤكداً أنه قادر على تحقيق الأرباح في وقت يسعى فيه لحماية البيئة من تبعات ارتفاع نسب استهلاك البلاستيك في العالم الذي أرهقه تغيّر المناخ.