تشعل سيدة في أدغال إفريقيا أو آسيا موقدها الخشبي البدائي لإعداد الطعام لأطفالها، ولا تعلم أنها بهذا تساعد على زيادة الانبعاثات الكربونية وتلوث الهواء دون أن تدري.

هذه السيدة التي دفعها الفقر المدقع لهذه الطريقة البدائية في الطهي، ستجد طريقة نظيفة قريباً لطهو طعامها دون أن تلوث الهواء أو تزيد الانبعاثات الكربونية وتتسبب في تغير المناخ، مع زيادة إنفاق المؤسسات الدولية على التحول لما يُسمّى «اقتصاد الطهي النظيف».

إذ تعمل مؤسسات دولية ودول غنية على زيادة التمويلات الممنوحة للدول الفقيرة التي تعاني استخدام الوقود الخشبي والصلب في عمليات الطهي.

وأطلق البنك الدولي برنامجاً تحت اسم برنامج «الطهي النظيف» للدول الفقيرة.

ما هو اقتصاد الطهي النظيف؟

يعمل برنامج «الطهي النظيف» على تمويل وسائل طهي نظيفة تستخدم الغاز أو الكهرباء للأسر الفقيرة في الدول النامية.

وعلى مدى السنوات السبع الماضية، قدّم البنك الدولي نحو 562 مليون دولار للطهي النظيف أو المحسَّن لدعم 43 مليون شخص في 30 دولة.

ويقدّم البنك هذه التمويلات من خلال تحفيز صندوق الطبخ النظيف التابع لبرنامجه للمساعدة على إدارة قطاع الطاقة، إذ يهدف إلى دعم وصول هذا البرنامج ليصل إلى 100 مليون شخص في الفترة 2022-2026.

أضرار الطهي غير النظيف

تشير بيانات تتبع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة إلى أنه في عام 2020 استخدم نحو 2.4 مليار شخص بالطهي أنواع الوقود والتقنيات التقليدية الملوثة في أنحاء العالم كافة.

وبلغ إجمالي الوفيات المبكرة المرتبطة بتلوث الهواء المنزلي ما يقرب من 3.2 مليون سنوياً، وتؤثّر بشكل رئيسي على النساء والأطفال.

ويمثّل الوقود الخشبي غير المتجدد لأغراض الطهي غيغا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويشكّل حرق الوقود الصلب السكني 58 في المئة من انبعاثات الكربون الأسود.

وتبلغ تكلفة التقاعس عن العمل في مجالات الصحة والمساواة بين الجنسين والمناخ والبيئة 2.4 تريليون دولار سنوياً.

لكن توفير وسائل طهي نظيفة وآمنة يحتاج إلى التزام سياسي واستثمارات مستمرة، إذ تُقدّر تكلفة التحول إلى وسائل الطهي النظيف بنحو 150 مليار دولار سنوياً، وفقاً للبنك الدولي.

كذلك تحتاج الدول النامية إلى وضع وسائل الطهي النظيف في خططها للطاقة، حتى تتمكن من مساعدة المؤسسات الدولية على إنجاز التحول إلى الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.

وبدون اتخاذ إجراءات سريعة، تشير تقديرات تقرير تتبع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة لعام 2022 إلى أن ملياري شخص لن يتمكنوا من الوصول إلى تكنولوجيات الطهي النظيف في عام 2030.

ويتطلب التقدم التزاماً سياسياً واستثمارات ومعرفة وابتكاراً يركّز على احتياجات المستخدمين النهائيين. ويجب إعطاء الأولوية لتحسين النظام البيئي الشامل.