أصبح مصطلح الهيدروجين الأخضر يتردد بشكلٍ واسع بين صُنّاع القرار، وخاصة في الآونة الأخيرة نظراً للتقلبات الكبيرة في سوق الطاقة العالمية، لا سيما في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي ضوء هذه التطورات، تتسارع جهود الدول لتحقيق الاكتفاء الذاتي أو حتى تصدير ما قد يكون وقود المستقبل، فعندما يتعلق الأمر بتحقيق أهداف الاستدامة والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، يُعتبر الهيدروجين الأخضر مصدراً رئيسياً يُثير الاهتمام على الساحة العالمية، وبدورها تتطلع السعودية إلى أن تكون في طليعة منتجيه ومصدريه.

ما هو الهيدروجين الأخضر؟

ينتج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقات المتجددة، مثل الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الهيدرومائية، لتقسيم الماء إلى مكوناته: الهيدروجين والأكسجين.

وفي هذه الحالة تصبح عملية إنتاج الهيدروجين خالية من الكربون وبدون أي ملوثات للهواء، ليصبح الهيدروجين الأخضر وقوداً نظيفاً، لا ينتج أي انبعاثات من غازات الاحتباس الحراري عند حرقه، ما يجعله بديلاً جذاباً للوقود الأحفوري، الذي يسهم في تغير المناخ.

هناك أنواع مختلفة من الهيدروجين، منها الهيدروجين الأزرق والوردي والرمادي وغيرها، إذ يُنتج الهيدروجين الأزرق مثلاً عن طريق إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار، كما يتم التقاط جزء من انبعاثات الكربون المتولدة به، سواء بالعزل أو إعادة استخدامه مرة أخرى.

أما الهيدروجين الوردي، فتُستخدم الطاقة النووية لإنتاجه.

لماذا السعودية؟

في ظل تقلبات أسواق الطاقة على مر السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة، أصبحت هناك حاجة ملحة لاستخدام الهيدروجين منخفض الكربون كوقود، سواء كان الهيدروجين الأخضر أو الهيدروجين الأزرق، بحسب ديفيد إدموندسن، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، خلال مقابلته مع «CNN الاقتصادية».

ونظراً للطلب المتزايد على الهيدروجين الأخضر، كشف بيتر تيريوم، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للطاقة والمياه إينووا، خلال مقابلته مع «CNN الاقتصادية» على هامش أ سبوع المناخ في الرياض، أن السعودية قد تصبح رائدة في تصدير الهيدروجين الأخضر، وذلك بفضل مزايا طبيعية كبيرة تجعل المملكة مؤهّلةً بشكلٍ كبير لتحقيق النجاح في إنتاجه، منها موقعها الجغرافي الاستراتيجي والمواقع الشاسعة التي تتميز بوجود أشعة الشمس والرياح بكميات وافرة.

كما أكد تيريوم وجود طلب مُلح على هذا النوع من مصادر الطاقة قائلاً «إذا نظرنا بعمق إلى التشريعات والأنظمة في أوروبا… وكذلك الولايات المتحدة واليابان، نجد أن هناك حاجة ملحة للهيدروجين النظيف، ومع ذلك، هذه الدول ليست لديها القدرة على إنتاجه في الوقت الحالي، لذلك تتواصل معنا عبر شركة آير برودكتس لتلبية هذا الطلب».

وقال إدموندسن، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، التي ستصبح أكبر مرفق لإنتاجه في العالم بعد التشغيل، إن المساهمين في الشركة قرروا بناء هذا المصنع بتكلفة تُقدّر بنحو 8.4 مليار دولار، مع التركيز الأساسي على التصدير، ومن المتوقع أن يصل إنتاجه إلى نحو 250 ألف طن متري سنويا.

وأوضح تيريوم أن مدينة نيوم تسعى لأن تصبح أول مدينة في العالم تعتمد بالكامل على نظام طاقة متجددة من خلال شركة إينووا، التي ستزوّد المدينة بالمياه والكهرباء.

وتهدف الشركة إلى توليد 100 في المئة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.