يخصص مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 28 لأول مرة على الإطلاق يوماً للتجارة، بهدف مناقشة مساهمتها في الانبعاثات الكربونية العالمية، وكيفية تعزيز دور التجارة في التحول إلى الطاقة النظيفة.

وسينعقد يوم التجارة في الرابع من ديسمبر كانون الأول خلال مؤتمر كوب 28 الذي تستضيفه الإمارات في الفترة من الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني حتى الثاني عشر من ديسمبر كانون الأول بمدينة إكسبو دبي.

ويتعاون مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، مع دولة الإمارات، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمات عالمية أخرى مثل المنتدى الاقتصادي العالمي وغرفة التجارة الدولية لتشكيل مناقشات اليوم.

ما دور التجارة في التحول إلى الطاقة النظيفة؟

بحسب «الأونكتاد»، تلعب التجارة دوراً محورياً في التأثير على تغير المناخ، لأن الإنتاج والتوزيع العالمي للسلع والخدمات يسهم في ما يقرب من ربع إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية.

وحذَّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ -التي تتألف من كبار علماء المناخ في العالم- من أن الحفاظ على درجة حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية، سيتطلب تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050.

كوب 28.. كل ما تريد معرفته عن مؤتمر المناخ وأهدافه وتطلعاته

ويبين تقرير منظمة التجارة العالمية لعام 2022، أن التجارة وسلاسل القيمة كانت من العوامل الرئيسية في انخفاض تكلفة توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما جعل الطاقة المتجددة الآن أرخص من البدائل الأحفورية في بعض الأماكن، وأدى إلى زيادة استهلاكها.

ويمكن أن تساعد التجارة في تسريع التحول منخفض الكربون من خلال إلغاء التعريفات الجمركية وخفض التدابير غير الجمركية على مجموعة فرعية من السلع البيئية المرتبطة بالطاقة، بحسب التقرير.

وتتوقع منظمة التجارة العالمية أن يؤدي هذا إلى تعزيز صادرات السلع الصديقة للبيئة بنسبة خمسة في المئة بحلول عام 2030، في حين أن الزيادات الناتجة في كفاءة استخدام الطاقة واستيعاب الطاقة المتجددة من شأنها أن تقلل الانبعاثات العالمية بنسبة 0.6 نقطة مئوية.

تجارة السلع والخدمات الصديقة للبيئة

زادت تجارة السلع والخدمات الصديقة للبيئة بنحو 4 في المئة في النصف الثاني من عام 2022 لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 1.9 تريليون دولار، وفقاً لبيانات «الأونكتاد».

كما شهدت سلع مثل السيارات الكهربائية، والتغليف غير البلاستيكي زيادة قدرها 20 في المئة، مع ارتفاع التبادل التجاري لتوربينات الرياح بنحو عشرة في المئة.

ومن الممكن أن توفر التجارة لعدد أكبر من البلدان القدرة على الوصول إلى سلع وخدمات أقل تلوثاً للبيئة، الأمر الذي يهدف مؤتمر كوب 28 إلى طرحه على طاولة المناقشات هذا العام.

ومع ذلك، قد يكون للسياسات التجارية الخاصة بالتحول الأخضر آثار سلبية على البلدان النامية التي لديها قدرة أقل على الاستجابة للتغيرات، لذلك، يهدف مؤتمر كوب 28 إلى مناقشة كيفية تعزيز دور التجارة في تحقيق أهداف المناخ، دون الإضرار بالدول النامية.