التكنولوجيا المالية تلعب دور المنقذ في مسار التغير المناخي، إذ يُعد تحقيق الحياد الكربوني والوصول الى صافي صفر انبعاثات مسيرة تحولية طويلة، يتطلب تحقيقها جهوداً على صعيدين أساسيين، الأول هو إزالة الكربون والثاني هو التقليل من الانبعاثات. وتلعب هنا شركات التكنولوجية المالية دوراً محورياً.

هذا ما قاله نمير خان، رئيس جمعية شركات التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لـ«CNN الاقتصادية» كاشفاً أن أكثر من 1.5 تريليون طن من ثاني أكسيد الكربون موجود اليوم في الغلاف الجوي ويضاف إليه وبشكل سنوي نحو 51 مليون طن من انبعاثات الكربون.

وبادرت الإمارات ضمن نهج تعزيز التعاون مع القطاع الخاص قبيل انعقاد قمة المناخ كوب 28 إلى إطلاق تعهد الاستدامة أو تعهد الشركات المسؤولة مناخياً خلال النصف الثاني من العام الحالي.

وحتى اليوم التزمت 106 مؤسسات بهذا التعهد ضمن خططها في تقليل البصمة الكربونية التي تشمل قياس انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن أعمالها والحد منها ورفع تقارير والإبلاغ عنها بشفافية تامة.

وأشار خان إلى أن هذا التعهد مساره طويل لكنه يبدأ بزيادة الوعي لدى الشركات وإخضاعها إلى ورش عمل وتدريب تمكّنها من اعتماد الاستدامة في مسار أعمالها.

التكنولوجيا المالية محفز ومسرع

تتجه الأنظار اليوم إلى شركات التكنولوجيا المالية ودورها في تسهيل الانتقال إلى صافي صفر من خلال ترسيخ المرونة المالية.

وتلعب الفينتك دوراً بارزاً في إمداد الشركات لا سيما الصغيرة والمتوسطة منها بالقدرات والحلول المالية والتكنولوجيا، إذ تشير الدراسات إلى أن هذه الشركات ما زالت متأخرة عن التعهدات البيئية بسبب فجوة التمويل وتكاليف التطبيقات والحلول.

وفي هذا السياق، يقول خان إن إدراج الاستدامة ضمن نماذج الأعمال يُعد بمثابة إنتاج منتج جديد ويتطلب بالتأكيد تكاليف معينة، ولكن الفوائد المرجوة تفوق هذه التكلفة كثيراً، لا سيما أن العملاء يطالبون بحلول ومنتجات وخدمات أكثر استدامة متسائلين دوماً عن مدى امتثال الشركات للمعايير البيئية.

وأوضح خان أن شركات التكنولوجيا المالية تجمّع الطلب على انبعاثات الكربون، إذ تحسب انبعاثات الكربون على مستوى المدفوعات، مشيراً إلى قدرة تلك الشركات على إنشاء أسواق للتأكد من وجود مشاريع قائمة على ائتمان الكربون أو مشاريع ذات تأثير مدرجة في السجلات وعلى أسواق الكربون الطوعية.

وشدد خان على معايير الشفافية في نظم التكنولوجيا المالية، لا سيما إذا ما استخدمت تقنيات البلوكتشين التي تسهل التعقب وتضمن عدم وجود ازدواجية في احتساب انبعاثات الكربون في أسواق أرصدة الكربون.

وكشف خان عن إنشاء شركة (فلس)، وهي منصة رقمية متخصصة في التكنولوجيا المالية، لتواكب الشركات في مسار الاستدامة وتقليل الانبعاثات من خلال حلول تربط بين العرض والطلب، مشيراً إلى أن هذه الخدمات ستكون متوفرة عبر البلوكتشين وأن الشركة ستعمل في أسواق عديدة منها الإمارات والسعودية والبحرين وعمان والكويت وقطر وفي دول أخرى خارج الشرق الأوسط.