«كل نيرون في عقل الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة بما يوازي خمس سيارات كاديلاك طول سنوات استخدامها». يقتبس هاني مصطفى أستاذ الهندسة بكلية التكنولوجيا بجامعة مونتريال هذه البيانات المقلقة من الورقة البحثية التي نشرتها جامعة ماساشوستس في مدينة أمهيرست الأميركية، فالدراسة التي نُشرت عام 2019 أصبحت مرجعاً مهماً لنشطاء مكافحة الاحتباس الحراري وللمتخصصين في مجال التعليم العميق الذي يغذي نيورونات الذكاء الاصطناعي.
مصطفى الذي عمل لعقود في صناعة محركات الطائرات في كندا يعرض كذلك أرقاماً لا يتصورها أحد «اليوم في عام 2023 يبلغ حجم التلوث الرقمي نحو 6 في المئة من حجم التلوث في العالم، بينما يبلغ حجم التلوث الذي يخلفه قطاع النقل الجوي في العالم 3 في المئة فقط وهذا الرقم قابل للتضاعف كل عام».
يرجع مصطفى الازدياد الكبير في البصمة الكربونية للتكنولوجيا إلى الاعتماد الكبير على استخدام البريد الإلكتروني، إذ تبلغ البصمة الكربونية لكل بريد إلكتروني يشمل ملحقات نحو 50 غراماً من الكربون، فضلاً عن تطبيقات مثل واتساب وأوبر وإيربي ان بي لاستئجار العقارات والمنازل.
وتنصح مواقع التوعية بخطر الاحتباس الحراري المستخدمين بتبني بعض الإجراءات للتقليل من مخلفاتهم الكربونية، وأبرز الحلول غلق النوافذ المفتوحة دون داعٍ على أجهزة الحاسوب والهواتف، التقليل من استخدام الحسابات السحابية لتخزين المعلومات، كذلك عدم إرسال الرسائل الإلكترونية المهنية لزملاء غير معنيين بفحواها، إذ إن 80 في المئة من الرسائل الإلكترونية لا يتم قراءتها، وكل رسالة تخلف نحو 50 غراماً من ثاني أكسيد الكربون.
ويرى مصطفى أن العالم يرتبط بشكل كبير بالتطور الرقمي، إذ يعيش العالم ثورته الصناعية الخامسة ولا يمكن فك الرباط بين البشر والتطبيقات الرقمية، ولكن «الحل الوحيد هو استخدام كهرباء متجددة من الشمس أو الرياح أو الماء للوصول إلى الحياد الكربوني».