أصبحت إزالة الكربون من الموضوعات الأساسية لمكافحة التغير المناخي.

وكان سلطان الجابر، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف كوب 28، قد أعلن عن ضرورة وضع خطط موثوقة لإزالة الكربون، مشيداً بالتزام 20 شركة نفط وغاز للدعوة الموجهة إليها في إنهاء انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030.

ويُعد ذلك خطوة إضافية للتعهد العالمي لغاز الميثان الذي أقره مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتغير المناخي كوب 26 في بريطانيا عام 2021، والذي انضمت إليه الإمارات العام الماضي ويشارك فيه كل من مجلس دول التعاون الخليجي والعراق ودول شمال إفريقيا باستثناء الجزائر، وفقاً لدراسة أعدها مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة.

ويقضي هذا الاتفاق بضرورة خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030.

أهمية مزدوجة

يكتسب نزع الكربون في منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي أهمية كبرى، إذ إنها تشهد ضغوطاً متزايدة في تحديث مساهماتها المحددة الوطنية والخطط الوطنية لشركات النفط والغاز.

قال يحيى عانوتي، شريك في (استراتيجي أند) ورئيس قسم الاستدامة في (بي دبليو سي)، لـ«CNN الاقتصادية» إن شركات النفط في المنطقة تمتاز بإنتاج الغاز والنفط بمعدل انبعاثات متدنٍّ مقارنةً بباقي الدول المنتجة للنفط.

وأضاف أن المنطقة تشتهر تاريخياً بإنتاج وتصدير النفط والغاز، لافتاً إلى أن الشرق الأوسط يزخر بنعمة الطاقة المتجددة التي تضع المنطقة في موقع تنافسي وريادي.

وأشار عانوتي إلى أن تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة في المنطقة زهيدة، وتبلغ نحو 50 في المئة من السعر العالمي، الأمر الذي سيسمح للشرق الأوسط أن يلعب دوراً مهماً في تصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين والصناعات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة مثل إنتاج الحديد والفولاذ والتيتانيوم والألومنيوم.

وقال إن عملية تصدير هذه المنتجات بطريقة خضراء ستسهم في تخفيض انبعاثات الكربون، لا سيما في هذه القطاعات التي تُعتبر ذات كثافة إنتاج كربون عالية.

أما الأهمية الثانية لمسار نزع الكربون فتتمثل في تزامنها مع مؤتمر كوب 28، الذي ينطلق نهاية الشهر الجاري، وأيضاً في ضوء تكثيف الاستثمارات والإنفاق على الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع تقرير الاستثمار العالمي في الطاقة 2023 -الذي تنشره الوكالة الدولية للطاقة- أن الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة مرشح للنمو بعد أن سجّل أكثر من 1.7 تريليون دولار العام الماضي.

ناقوس الخطر

وفقاً لتقرير صافي الاقتصاد الصفري 2023 الصادر عن شركة (بي دبليو سي)، فإن العالم يتخلف بشكل خطير عن تحقيق الطموح المطلوب لتأمين مناخ آمن في المستقبل، وأظهر التقرير أن المطلوب اليوم تحقيق معدل تراجع في كثافة الكربون بنسبة 17.2 في المئة سنوياً حتى عام 2050، وذلك بهدف الحد من متوسط ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية أي سبعة أضعاف ما هو الحال عليه اليوم.

ولفت التقرير إلى أن معدل إزالة الكربون في دول مجموعة العشرين لم يتجاوز 11 في المئة فقط منذ عام 2000.

وحث التقرير على ضرورة العمل بجدية أكبر لتقليل الانبعاثات بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2030، مع خفض كثافة الكربون بنسبة 78 في المئة.