أطلقت سوق أبوظبي للأوراق المالية يوم الثلاثاء مؤشر فوتسي الخاص بتقييم الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة (FTSE ADX ESG)، في خطوة تهدف لتعزيز ممارسات الاستثمار المستدام في المنطقة.
يأتي هذا الإعلان تزامناً مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر المناخ كوب 28 بمدينة إكسبو دبي، الذي ينعقد خلال الفترة من الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني حتى الثاني عشر من ديسمبر كانون الأول.
ووفقاً لبيان سوق أبوظبي المالية، سيعمل المؤشر الجديد على تعزيز الممارسات التجارية المستدامة بين الشركات المدرجة وتشجيع المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، والمساهمة في دعم الاقتصاد ليصبح أكثر مرونة في المستقبل.
ويمكن اعتبار مؤشر فوتسي للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة أداة استراتيجية للشركات المدرجة، تساعدها على المساهمة في معالجة مشكلة تغير المناخ العالمية من خلال تركيز استثماراتها على الشركات التي تتمتع بتصنيفات جيدة في مجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وقال عبدالله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، «هذا المؤشر هو نتيجة استراتيجية لسوق أبوظبي للأوراق المالية، بدأت في عام 2019 بمبادرة الاستدامة مع الأمم المتحدة»، مشيراً إلى استمرار هذه الجهود من خلال عدة مبادرات منذ ذلك الحين.
وأضاف النعيمي «حالياً نتوج هذا العمل بنشر المؤشر بالتعاون مع فوتسي راسل، بهدف إعطاء المعلومة للمستثمرين من الأفراد أو المؤسسات بالشركات التي تتبع الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، ما يسمح بمقارنة بين الشركات المدرجة في سوق أبوظبي بالشركات العالمية».
كما أوضح أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز الاستثمارات الموجهة للاستدامة، إذ إن المؤشر يستند إلى التقييم العالمي للشركات، فضلاً عن تعزيز قدرة المستثمر على مقارنة نتائج الشركات وأداء الأسهم مع مستوى التزامها بمعايير الاستدامة.
الشركات المؤهلة لدخول المؤشر
سيشمل مؤشر الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية في البداية 24 شركة مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية ومتضمنة في مؤشر فوتسي سوق أبوظبي العام، على أن تخضع كل الشركات المشمولة ضمن نطاق تغطية المؤشر لعملية تقييم فيما يتعلق باتباع الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المسؤولة.
وسيستند التقييم إلى الإفصاحات المعلنة للشركات حول عدد من الموضوعات، بما في ذلك انبعاثات الكربون وتطوير المنتجات البيئية وحقوق الإنسان والمساهمون في الشركة وغيرها، على أن يُقَاس الأداء سنوياً.
وجاء المؤشر الأول من نوعه في سوق أبوظبي المالية، نتيجة لشراكة مع شركة فوتسي الدولية المحدودة المعروفة تجارياً باسم فوتسي راسل، ويستند المؤشر إلى عدد من المعايير ضمن منهجية شاملة لقياس تبني الشركات المساهمة العامة المدرجة في الأسواق المالية المحلية أفضل ممارسات الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
وقالت فيونا باسيت، الرئيسة التنفيذية لفوتسي راسل، «نسعى إلى توفير مؤشر محايد وعالي الشفافية يعتمد على تحليلات وبيانات بورصة لندن، لقياس أداء الشركات في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة».
تاريخ سوق أبوظبي في دعم الاستدامة
تتماشى هذه الخطوة مع تاريخ سوق أبوظبي للأوراق المالية المتمثل في دعم مبادرات الحوكمة والمسؤولية والاجتماعية والبيئية والاستدامة، إذ وقعت السوق في عام 2019 «إعلان أبوظبي للتمويل المستدام»، كواجهة موحدة لدعم التمويل والاستثمارات المستدامة لتحقيق النمو الاقتصادي طويل الأجل في دولة الإمارات.
كما أطلقت السوق تقريرها السنوي الأول للاستدامة في عام 2020، الذي شجعت من خلاله جميع الشركات المدرجة به على إصدار تقارير الاستدامة الخاصة بها.
وشهدت سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعاً في عدد إدراجات أدوات الدين الخضراء، ومؤخراً أدرجت صكوكاً خضراء لبنك أبوظبي الأول بقيمة 1.3 مليار درهم إماراتي، وهو الإصدار الأول والأكبر لأداة دين خضراء مقومة بالدرهم.
وأدرجت السوق سندات شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) الخضراء بقيمة 750 مليون دولار الشهر الماضي، سبقها إدراج سندات خضراء بقيمة مليار دولار من قبل شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وأخرى بقيمة 700 مليون دولار من قبل شركة سويحان للطاقة الشمسية الكهروضوئية العام الماضي.