انطلقت فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الأطراف كوب 28 الذي تستضيفه مدينة إكسبو في دبي، بينما تسعى الإمارات لتحفيز تنفيذ مشاريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة بعد تداعيات كارثية لتغير المناخ تجلت في الزلازل والفيضانات التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة.

التحدي الأكبر أمام تحقيق خطط كوب 28 هذا العام هو عدم التزام جميع الأطراف بالسير بانتظام وتناغم نحو تنفيذ مخرجات المؤتمر، هذا ما قاله جو الراعي، رئيس قطاع الاستدامة في شركة مكنزي لـ«CNN الاقتصادية»، وتابع الراعي قائلاً «إذا لم نحل تداعيات تغير المناخ في كل مكان، هذا يعني أننا لا نواجه تداعياته في أي مكان»، مؤكداً أن الاحتباس الحراري يؤثر على العالم ككل وليس فقط على بلدان معينة، وحثّ الراعي على تضافر جهود الجميع بطريقة متكاملة بين الدول كلها.

دول الخليج تسير بخطوات أسرع نحو الاستدامة

وأضاف الراعي أن دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعُمان أعلنت استراتيجيات الانبعاثات الصفرية، بينما دول أخرى في الشرق الأوسط لم تتمكن من اتخاذ هذه الخطوات، وأكد أنه من المحبَّذ أن تتخذ كل الدول الخطوات والأهداف نفسها، ولكن الأزمات الاقتصادية تحول دون وضع هذه المستهدفات كأولوية.

وقال الراعي إن تغير المناخ ليس مرتبطاً بالانبعاثات فحسب، إنما يرتبط أيضاً بالطاقة، والأمن الغذائي، والمواد الأولية والكفاءات، وفي هذا الإطار، جميع الدول تلعب دوراً في ذلك رغم عدم قدرتها على السير قُدماً لتحقيق هدف صفر الانبعاثات الكربونية، على حد قوله، وأضاف أن هناك دولاً تسهم في تحقيق الاستدامة من خلال الحد من الانبعاثات الكربونية وغيرها من خلال أنظمة الأمن الغذائي وأخرى من خلال عملية التشجير والأمن المائي.

الشرق الأوسط الأكثر تضرراً بطريقة غير منظمة

ويقول الراعي إن منطقة الشرق الأوسط تتضرر بشكل غير منتظم بالانبعاثات التي تصدر والتداعيات التي تعاني منها، وشدد على أهمية السير على طريق الحد من الانبعاثات وأيضاً التأقلم من خلال تحسين البنى التحتية وخاصة لقطاع الصحة والأمن الغذائي والأمن المائي حال تفاقم تداعيات تغير المناخ.

وأكد الراعي أن أي مجهود للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية يتطلب توازناً بين الأمن الطاقي وتوفر الطاقة النظيفة بأسعار مناسبة للجميع.

ما الجديد في مؤتمر الأطراف كوب 28 هذا العام؟

وقال الراعي إن كوب 28 سيكون مختلفاً عن الاجتماعات المناخية السابقة لأسباب متعددة، مشيراً إلى أنه سيكون الأول بعد مؤتمر باريس عام 2015 والذي يقدم دراسات عن تقييم المساهمات العالمية نحو الاستدامة، ويبين إذا ما كانت الدول تسير فعلاً على الطريق الصحيح، لافتاً إلى أن التقارير حتى الساعة تُظهر أن العالم لا يسير بانتظام نحو التحول الأخضر.

وأضاف الراعي أن كوب 28 سيركز على تقليل الانبعاثات الحرارية والتأقلم في مجال المياه والطبيعة والأمن الغذائي والأمن الصحي بالإضافة إلى تداعيات تغير المناخ التي ستحظى باهتمام كبير خلال المؤتمر، وتابع أن وجود القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية كلاعبين بارزين في صنع القرار سيؤثر إيجاباً على المحادثات إذ إن الجهود الحكومية وحدها لا تكفي برأيه، واعتبر الراعي أن جوهر كوب 28 يركز على تنفيذ الخطط وليس تطويرها فحسب.