فازت بريطانيا ببطولة كأس العالم لجمع القمامة (سبوغومي)، متغلبةً على 21 فريقاً من جميع أنحاء العالم، اجتمعوا في العاصمة اليابانية طوكيو، لجمع القمامة في مبادرة تهدف إلى زيادة الوعي بالقضايا البيئية وخطورة المخلفات البحرية و التلوث البلاستيكي.

تجمَّع المشاركون في فِرق صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد من العديد من دول العالم، شملت الدولة المستضيفة اليابان، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل، وتايلاند، والفلبين، وفيتنام، وماليزيا، وإندونيسيا، والهند، وباكستان، والسويد، وبلغاريا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وجنوب إفريقيا، والمغرب الذي يعتبر الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في الحدث.

وأقيمت الجولات التمهيدية منذ منتصف العام الحالي، في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى محافظات اليابان البالغ عددها 47 محافظة؛ بهدف تحديد الفِرق التي ستمثّل الدول في أول كأس عالم للنظافة، وفقاً لما أورده موقع اليابان بالعربي.

اعتمدت البطولة على مسح الفرق شوارع شيبويا وأوموتساندو لمدة 90 دقيقة على مدى جلستين؛ بحثاً عن النفايات ثم فرز ما وجدوه إلى فئات.

فوز الفريق البريطاني

حمل الفريق البريطاني لقب (الشمال سينهض مجدداً)، واستطاع الفوز على اليابان بعد حصوله على 9046.1 نقطة، لجمعه نحو 57.27 كيلوغرام من القمامة.

وجاء الفريق الياباني في المركز الثاني بعدما جمع 55.50 كيلوغرام من القمامة، وفي المركز الثالث جاء الفريق الإيطالي الذي جمع 44.05 كيلوغرام.

وقالت قائدة الفريق البريطاني سارة باري «ربما كان الكثير من الفرق الأخرى أكثر مراعاة للبيئة، وأقل من ناحية اللياقة الرياضية، وربما نكون على العكس من ذلك، لكننا أخذنا الكثير من الأمور بعين الاعتبار مثل مدى حاجتنا لتنظيف محيطاتنا وتقليل القمامة، لقد كانت تجربة جيدة حقاً».

ووفقاً للحكومة البريطانية، فإن معدل إعادة تدوير النفايات المنزلية في جميع دول المملكة المتحدة باستثناء أيرلندا الشمالية ارتفع في أحدث إحصائياته خلال عام 2021.

وبلغ معدل إعادة التدوير في إنجلترا نحو 44.1 في المئة، و48.4 في المئة في أيرلندا الشمالية، و41.7 في المئة في اسكتلندا، و56.7 في المئة في ويلز.

خلال العام ذاته، بلغ نصيب الفرد من النفايات المنزلية التي جمعتها السلطات المحلية في إنجلترا نحو 409 كيلوغرامات، وفقاً لبيانات ستاتيستا.

وتعاني المملكة المتحدة من مشكلة قمامة ضخمة، ففي كل عام، تتخلص الأُسر في المملكة المتحدة من أكثر من 25 مليون طن من القمامة، لكن لا يُعاد تدوير إلا نصفها فقط، والنسبة الباقية ينتهي بها الأمر في مدافن النفايات، أو الحرق، ما يؤثر سلباً على البيئة.

من جهته، قال جون ريد من منظمة تنظيف بريطانيا نقلاً عن يورونيوز، إن «الوضع رهيب، فلدينا مشكلة خطيرة مع القمامة في المملكة المتحدة تصل إلى حد الوباء».

كما يواجه حراس المتنزهات في جميع أنحاء إنجلترا سيلاً من القمامة، يتمثل في مئات الأطنان من النفايات الإضافية في المساحات الخضراء، التي يتكون معظمها من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتفاقمت هذه الأزمة مع بداية إلغاء الحجر المنزلي المصاحب لجائحة كوفيد-19 في 2020.

وخلال الفترة ذاتها، أوردت صحيفة ذا غارديان حينذاك، أن السلطات أبلغت عن ضرورة إزالة نحو 60 طناً من القمامة من شاطئ بورنموث خلال يوم واحد فقط، كما شهدت حدائق المدن والممرات إزالة نحو مئتَي طن من القمامة في 4 أشهر.

معايير النظافة في اليابان

شكّلت معايير النظافة العالية في اليابان عائقاً أمام بعض الفرق التي لم تتمكن من العثور على القمامة والنفايات، ما صعّب عليهم المنافسة، إذ قالت عضو الفريق الأميركي بياتريس هيرنانديز «في بعض الأحيان كان الأمر صعباً للغاية؛ لأنه لم يكن هناك الكثير من القمامة؛ وعندها يتعيّن علينا أن ننظر بشكل أعمق قليلاً في الأشجار، أو نركز على أعقاب السجائر على الأرض».

وتعتبر معايير النظافة في اليابان أحد الأمور التي يندهش لها المسافرون أو المغتربون الجدد، إذ يكفل القانون الياباني أحقية التخلص من النفايات الصغيرة في نقطة تجميع القمامة الخاصة بكل حي على حدة دون مقابل مادي، وذلك على عكس النفايات الضخمة التي تشمل الأدوات المنزلية القديمة على سبيل المثال، أو أي شيء يعتبر من النفايات يتجاوز طوله أكثر من متر، الأمر الذي يتطلب الحجز المسبق للتخلص منها، وهذا يكلف أموالاً.

وشهدت نسبة إعادة التدوير لإجمالي النفايات المتولدة في اليابان انخفاضاً ملحوظاً، فبعدما بلغت ذروتها عامَي 2013 و2014 بنحو 20.6 في المئة، وصلت إلى ما يتراوح بين 19.6 و19.9 في المئة خلال الفترة بين 2018 و2021، وفقاً لبيانات ستاتيستا.

وبدأت هذه البطولة في اليابان منذ عام 2008، وفي المسابقة الإقليمية التي استضافتها حديقة أوميا في محافظة سايتاما، اشتكى المشاركون من صعوبة العثور على القمامة، ما يدل على صيانة الحديقة وتنظيفها بشكل دوري.

لكن ذلك، لم يمنع الفرق المشاركة التي بلغ عددها 23 فريقاً، من جمع نحو 37.47 كيلوغرام من النفايات.

بطولة كأس العالم لجمع القمامة

أطلقت اليابان على هذه البطولة اسم (سبوغومي)، الاسم الناتج عن دمج اختصار كلمتَي (سبورت) بمعنى رياضة باللغة الإنجليزية، و(غومي) بمعنى سلة المهملات باللغة اليابانية.

تهدف اليابان من البطولة إلى تشجيع الناس على التقاط القمامة في الأماكن العامة، وقد زادت شعبيتها إلى حد تنظيم نحو 230 مسابقة في اليابان خلال العام الحالي.

من جهتها، قالت مؤسسة نيبون غير الربحية، وهي الجهة المنظمة للبطولة، إن الهدف من إقامة كأس العالم لجمع القمامة هو زيادة الوعي بالقضايا البيئية، لا سيما التلوث البلاستيكي في المحيطات.

وقال المدير التنفيذي ميتسويوكي أونو إن أولوية البطولة تتمثل في تعزيز وعي هؤلاء ممن لم يدركوا مشكلة النفايات البحرية في المحيط، فضلاً عن توفير الفرص للأشخاص الذين أصبحوا على علم بالقضية ويريدون اتخاذ بعض الإجراءات.

ومن المقرر إقامة النسخة التالية من كأس العالم لجمع القمامة في عام 2025.