لا شك بأن قرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ في مؤتمر الأطراف كوب 28 هذا الأسبوع، أمر مهم جداً، لكن الأموال التي جُمعت ضئيلة جداً، هذا ما قاله دان كارول، المدير الأول في معهد ميلكن في حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية».
وأردف بالقول «أعتقد أن جزءاً من السبب وراء ذلك هو أننا نركز كثيراً على التمويل الخاص كحل فوري، والمستثمرين الأفراد كذلك، الذين هم عموماً غير قادرين على تحمل تكاليف الاستثمار في مشاريع حتى أقل من 200 مليون دولار»، مشيراً إلى أن هذه مشكلة أخرى نريد العمل عليها، والتفكير يجب أن يكون في التحفيز العام لجذب القطاع الخاص وخلق أسواق للتمويل، وهو المجال الذي نعتقد أن رؤيتنا ستنصب عليه على المدى الطويل، على حد قوله.
خسائر بقيمة تريليوني دولار على الأقل
وحذر كارول من خسائر بقيمة تريليوني دولار على الأقل ما لم يتخذ العالم خطوات عاجلة لجعل المباني والأصول المادية الأخرى أكثر أماناً وأكثر مرونة وقدرة على التكيف مع الكوارث الطبيعية.
دار هذا الحوار مع دان كارول، خلال انعقاد مؤتمر معهد ميلكن بنسخته الخامسة التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي في السابع والثامن من الشهر الجاري، تحت شعار مواجهة التحديات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والتي يمكن أن يكون لها أثر مباشر على العالم ككل.
ومن أهم المحاور التي دار حولها المؤتمر، التكنولوجيا الهادفة لإطالة أعمار البشر، وخلق البيئة المثلى للشيخوخة الصحية، بالإضافة إلى التباين في الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم، وكذلك الكوارث المناخية وأبرزها التغير المناخي، بالتزامن مع انعقاد قمة كوب 28 في دبي.
إشراك القطاع الخاص أساسي لمواجهة التغير المناخي
يرى دان كارول أن الأمر سيزداد سوءاً ما لم يتحرك الجميع في اتجاه واحد فيه القطاعان العام والخاص لمحاربة التغير المناخي، مشيراً إلى أن التركيز على المرونة والتكيف سيكون أفضل وسيلة لتحفيز العمل الصحيح وأيضاً النتائج التي نريدها على مدى العقود الثلاثة المقبلة.
وأضاف، بصراحة، يجب على الجميع أن «يكونوا أكثر صدقاً فيما يتعلق بالوضع الذي نحن فيه الآن، وأنه وسط الجدل حول أن الطلب العالمي على النفط في ارتفاع، أن أنظمة الغذاء الجديدة، واستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى ستكون أكثر كفاءة في النقاش حول مدى سرعة انتقالنا من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة».
استخدام السيارات الكهربائية وحدها لا يكفي
رد كارول على سؤال حول ما إذا كان التوجه بنسبة أكبر لاستخدام السيارات الكهربائية عوضاً عن تلك التي تعمل بالوقود، كافياً لتقليل الانبعاثات قائلاً «أعتقد أننا بحاجة إلى الانتقال إلى كهربة أنظمة النقل والشاحنات الثقيلة والموانئ وكل هذا النوع من الوسائل».
وتابع قائلاً «درهم وقاية خير من قنطار علاج، ونحن نريد الحصول على المزيد من الاستثمار والمرونة والتكيف»، مضيفاً أن التحفيز على الانتقال إلى عالم أكثر استدامة هو المفتاح، فقد قام العالم بدعم النفط والغاز لمدة 100 عام، أما الطاقة النظيفة فلنحو ثلاثين عاماً فقط، والآن حان الوقت لتقديم الإعانات لتحفيز تكنولوجيا المناخ الجديدة.