اعتبر الرئيس الكولومبي السابق إيفان دوكي أن الإعلانات التي صدرت عن مؤتمر الأطراف كوب 28 (COP 28)، الذي عُقد في مدينة دبي الإماراتية، إيجابية للغاية، بما فيها صندوق الخسائر والأضرار وصندوق ألتيرّا الإماراتي، لكنه شدد على ضرورة تحديد آليات أكثر واقعية لتعويض البلدان الأكثر تضرراً من أزمة المناخ.

وقال دوكي في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن «الإعلانات التي رأيناها إيجابية للغاية، أرى أن صندوق الخسائر والأضرار أمر كان العالم يتوقعه، وأعتقد أنه أمر إيجابي للغاية بالنسبة لدول الجنوب.. والآن، تجب مساعدة الجنوب العالمي وهي المنطقة الأكثر تأثراً بآثار تغير المناخ، وما نأمله هو ألّا يصبح هذا الصندوق بيروقراطياً، وألّا يصبح تطور عملياته بطيئاً».

الحاجة إلى تعويض ودعم أكثر عدالة

شدد دوكي على ضرورة تحديد آليات أكثر واقعية لتعويض البلدان الأكثر تضرراً من أزمة المناخ، قائلاً «أعتقد أن هذه إحدى أهم المحادثات التي يجب إجراؤها»، وأضاف «إذا كان هناك حديث حول سعر عادل للكربون، فإن ما يجب معالجته هو أنه إذا كانت دول الشمال تفكر في فرض الضرائب فيجب أن يكون جزءٌ من تحصيل تلك الضريبة مخصصاً لدول الجنوب».

وتابع أنه إذا كان نظام الاتحاد الأوروبي لتجارة الانبعاثات ناجحاً في الشمال، فيجب أن يسمح للمشاريع من الخارج بأن تكون جزءاً من هذا النظام التجاري حتى يتمكن من جلب المشاريع من دول الجنوب لتحصل على كمية الموارد الهائلة التي تحتاج إليها.

الدولة المنتجة للنفط والتحول الأخضر

وأشار دوكي إلى عدم إمكانية الدول التي تنتج النفط، ومنها كولومبيا، إغلاق قطاع النفط والغاز.. فمثلاً، في بلد مثل كولومبيا يمثل النفط والغاز أكثر من 50 في المئة من صادراتها، فمن الصعب للدولة التي تعاني اقتصادياً «إيقاف هذا القطاع فجأة»، على حد قوله.

وتابع: «لأننا إذا فعلنا ذلك فسوف نتسبب في أزمة مالية واقتصادية، ولن تكون لدينا الموارد اللازمة لتمويل المرحلة الانتقالية».

الحاجة إلى انتقال أخضر

وشدد دوكي على ضرورة أن تسير الدول النامية في مرحلة انتقالية نحو الاقتصاد الأخضر، وقال: «لذلك علينا أن نعترف بأن العالم يمر بمرحلة انتقالية، وستكون هناك ذروة للطلب، وبعد ذلك سنبدأ في رؤية أن الطلب ربما يتلاشى مع مرور الوقت».

وأشار دوكي إلى أنه أصدر كتاباً بعنوان (مستقبلنا.. مسار أخضر لأميركا اللاتينية)، يوصي فيه بـ16 تدخلاً سياسياً، كي تصبح أميركا اللاتينية محايدة للكربون بحلول عام 2030، منوهاً إلى ضرورة التواصل مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية حتى تتمكن أميركا اللاتينية من أن تكون محايدة للكربون، وتحقق مساهماتها المحددة وطنياً بحلول عام 2030 ومواصلة التقدم نحو أهداف 2050.

أهمية القيادة

أكد دوكي ضرورة أن يكون هناك التزام من قبل رؤساء الدول بمكافحة تغير المناخ، قائلاً «أعتقد أن الأمر لا يتطلب فقط تحقيق تلك الأهداف الـ16، لكنه بحاجة إلى مبادرة من قبل رؤساء الدول لتحقيق ذلك»، محذراً أنه إذا لم يتعاون رؤساء الدول كما كانت الحال إبان فترة توليه الحكم في بلاده فلن «يتم المضي قدماً في هذا الأمر».

وتابع بقوله إننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين للتحرك الآن، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان مستقبل أفضل لكوكب الأرض، مشدداً على أن العالم لن يتحمل خسارة الوقت في مكافحة تغير المناخ.