من اليوم الأول في كوب 28 حتى اليوم الأخير.. توافد السكان الأصليون من مختلف المناطق والقبائل في العالم على مدينة إكسبو في دبي واستعرضوا ثقافاتهم ورقصاتهم وملابسهم ذات الألوان الزاهية لإعلاء أصواتهم ورفع مطالبهم أمام قادة العالم وصناع القرار بغية إنقاذ الكوكب من تغير المناخ.

وكان المطلب الأبرز هو المشاركة في اتخاذ القرارات بشأن مواجهة تغير المناخ.

إعطاء السكان الأصليين مقعداً على الطاولة ليقودوا الطريق

ناثان كاي

يقول ناثان كاي، أحد السكان الأصليين في كندا، إن خبرة السكان الأصليين في التعامل مع الأرض التي يعيشون عليها منذ ملايين السنين، والتي اكتسبوها من خلال علاقة أسلافهم الوطيدة بالأرض، تؤهلهم للمشاركة في اتخاذ القرارات بشأن محاربة الاحتباس الحراري.

يجب أن نكون نحن الذين نتلقى الأموال مباشرة

تيلي ماركوس

وفي السياق ذاته تقول تيلي ماركوس، وهي من سكان البرازيل الأصليين، إنه لم يتم أخذ حقوق السكان الأصليين بعين الاعتبار في بنود المفاوضات، وتضيف أن أموال صندوق الخسائر والأضرار يجب أن تذهب للمتضررين من السكان الأصليين مباشرة، وليس لأطراف ثالثة.

وكان لشاك كويوك، أحد السكان الأصليين في ماليزيا، رأي مماثل، حيث اعتبر أن الجنوب العالمي يعاني كثيراً، حيث لقي الكثير من السكان، خاصة أبناء المجموعات الأصلية في ماليزيا، حتفهم بسبب الفيضانات، وقال كويوك إنه يجب ملء صندوق الخسائر والأضرار من قبل كبار الملوثين والدول الأكثر تسبباً في تغير المناخ وتحويل الأموال لدول الجنوب العالمي التي لا تزال بحاجة للمال اللازم لمساعدة السكان الأصليين.

طاقة متجددة غير عادلة

-ألاب أيروسو

وطالبت ألاب أيروسو، وهي من السكان الأصليين في الفلبين، بوقف انتزاع الأراضي من المجموعات الأصلية من أجل بناء محطات للطاقة المتجددة على أراضيهم، وهو ما يحدث في الفلبين اليوم، وتضيف أن الانتقال يجب أن يكون عادلاً وليس على حساب هذه المجموعات.

ترابط وثيق بين السكان الأصليين والمناخ

تزودنا الأرض بالطعام، تقدم لنا الأرض الهواء وتقدم لنا الماء

شاك كويوك

تقول تامايا واكي، وهي من سكان شمال كاليفورنيا الأصليين، إن العلاقة بين هذه المجموعات والمناخ هي علاقة روحانية، ففي لغتها كلمة فانوا تعني الأرض أو المشيمة، وهما كلمتان مترابطتان حيث تُدفن المشيمة بعد الولادة في باطن الأرض.

لذا، لديهم مسؤولية متأصلة لرعاية الأرض.

وتضيف تيلي ماركوس، وهي من سكان البرازيل الأصليين، أن الجفاف الذي يصيب منطقتها يؤثر على الأنهار في الأمازون، وما يحدث في منطقة الأمازون سيحدث مع مناطق أخرى وفي بلدان أخرى، ما سيؤثر على الكوكب بأكمله وسيفاقم تغير المناخ.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، يشكل تغير المناخ تهديداً ومخاطر على بقاء مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن الشعوب الأصلية تسهم بأقل قدر من انبعاثات غازات الدفيئة، في حين تلعب الشعوب الأصلية دوراً حيوياً في العديد من النظم البيئية التي تعيش في أراضيها وأقاليمها، وبالتالي يمكنها المساعدة في تعزيز قدرة هذه النظم البيئية على الصمود.

لكن الشعوب الأصلية من بين أول من يواجه العواقب المباشرة لتغير المناخ، بسبب اعتمادها على البيئة ومواردها وعلاقتها الوثيقة بها، ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها مجتمعات السكان الأصليين بالفعل، بما في ذلك التهميش السياسي والاقتصادي، وفقدان الأراضي والموارد، والبطالة.

وبحسب تقرير للبنك الدولي، هناك ما يقدر بنحو 476 مليون شخص من السكان الأصليين على مستوى العالم، وعلى الرغم من أنهم يشكلون 6 في المئة فقط من سكان العالم فهم يمثلون نحو 19 في المئة بين من يعانون الفقر المدقع.

وتشغل الشعوب الأصلية ربع مساحة العالم، حيث تتوزّع القبائل في جميع القارات وتحافظ على 80 في المئة من التنوع البيولوجي المتبقي في العالم.