الحروب التي تدور رحاها في أنحاء مختلفة من العالم، من الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حرب غزة التي دخلت شهرها الثالث «تنزع الثقة وتشتت انتباه الحكومات عن التحدي الوجودي الدائم الذي لا يرحم، المتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري»، وفقاً لرئيس وزراء أستراليا السابق مالكولم تيرنبول.
وقال مالكولم الذي يشغل حالياً منصب الرئيس المعين للرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على هامش مؤتمر كوب 28، إن حل أزمة المناخ العالمية يكمن في تفعيل دور منشآت الطاقة الكهرومائية، مضيفاً «كما تعلمون، أكثر من 90% من الكهرباء المخزنة في العالم يتم تخزينها في منشآت طاقة كهرومائية، لذلك نحن سعداء لأن 118 دولة وقّعت على تعهد بزيادة الطاقة المتجددة ثلاث مرات في كوب 28».
وتابع قائلاً «وكما تعلمون فإن مضاعفة ذلك الأمر وزيادته ثلاث مرات أمر مهم جداً، لأنه في نهاية المطاف كل القرارات وكل النوايا الحسنة ستكون بلا جدوى ما لم نزدْ بالفعل قدرة الطاقة المتجددة التي نحتاج إليها».
وفي حديث عن الوضع الراهن في أستراليا قال تيرنبول «أستراليا أرض الجفاف وفيضانات الأمطار، والحكومات على دراية جيدة بهذه التهديدات ونستعد لها، لكن الطبيعة فظيعة، أعني أن الطبيعة لديها قوة رهيبة، وكما تعلمون هذه هي قدرة الاحتباس الحراري التي يتعين علينا التعامل معها».
وعندما كان تيرنبول رئيساً للوزراء، واجهت بلاده جفافاً رهيباً وحينها قال البعض: حسناً، لقد واجهنا جفافاً سيئاً مثل ذلك عام 1900، لكن تيرنبول يعارض هذا الرأي ويقول «لنفترض أن ذلك كان صحيحاً، لكن في تلك الفترة لم يكن هناك عدد السكان نفسه الذي يعتمد على تلك الأنهار وإمدادات المياه عام 1900 كما الحال اليوم، لذلك فزيادة عدد سكاننا تجعلنا أكثر عرضة للظواهر الجوية».
ووصل رئيس الوزراء الأسترالي الحالي أنتوني ألبانيز إلى السلطة العام الماضي، ووعد بأن تخفّض بلاده انبعاثاتها من الكربون وتعتمد على الطاقة المتجددة وتجبر أكبر الملوثين على الحد من انبعاثاتهم.
ولقد مرّ عام الآن منذ أن أصدر ألبانيز تشريعاً بأول هدف على الإطلاق لخفض الانبعاثات في أستراليا.. فهل ينجح في مهمته؟