فيما تتحضر فعاليات قمة الأطراف كوب 28 لختام أعمالها في الإمارات، يكثر الحديث عن جهود شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك لتنفيذ الوعود والتعهدات التي تخللت اجتماعات المؤتمر في مدينة إكسبو في دبي.
وعلى هامش تغطية الجلسات الختامية، يقول إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة في أدنوك في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إن «أدنوك جزء من التزام الإمارات للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050 وعملياتها على قدم وساق نحو المستهدف»، وتابع الزعبي قائلاً إن أدنوك «تضمن أن يكون مسار التحول الطاقي فيها من أدنى انبعاثات الكربون عالمياً».
كيف تلبي أدنوك متطلبات أوبك بينما تسير نحو الطاقة النظيفة؟
وأكد الزعبي أن «العالم بحاجة إلى طاقة، وأدنوك ملتزمة بتوريد ودعم مستهلكي الطاقة المرجوة، ولكن القيادة في الإمارات وفي أدنوك ملتزمة بتوريد أكثر مصدر طاقة بأقل انبعاثات كربونية» مشيراً إلى حرص الإمارات على التحول الأخضر.
وتابع الزعبي قائلاً إن الإمارات ستكون «منصة ومنارة» لأنواع الطاقة كافة في العالم، من الطاقة منخفضة الكربون إلى الطاقة المتجددة، مشيراً إلى وجود أكبر محطتي طاقة نظيفة في العالم بتكلفة أقل لإنتاج الطاقة الشمسية، كما شدد على أن قطاعي النفط والغاز في الإمارات من بين الأدنى من حيث الانبعاثات الكربونية عالمياً.
كوب 28 وهدف 1.5 درجة.. أين استراتيجية أدنوك منه؟
أكّد الزعبي أن استراتيجية أدنوك منذ بداية المسار في التحول الأخضر تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045 وتقليل كثافة الانبعاثات الكربونية بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2030 وهي التي تتماشى مع اتفاقيات الإمارات التي تخص الحياد المناخي حسب قوله، وتابع الزعبي قائلاً إن أدنوك تضاعف جهودها نحو الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية من خلال حصر الكربون باستخدام التقنيات الموجودة وربط عمليات الشركة، التزاماً بمعايير الإمارات نحو التحول الأخضر.
ما خطط أدنوك المتعلقة بالتزاماتها بإزالة الكربون للالتزام بالنطاقين 1و2؟
وفي ما يخص النطاقين 1 و2 من الانبعاثات، اللذين يشملان الانبعاثات المباشرة كتلك التي تسببها الشركات وتلك المرتبطة بالانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن إنتاج الطاقة التي تشتريها الوكالة الدولية للطاقة وتوفير مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من استخدام الكهرباء المولدة، يقول الزعبي إن الالتزام بتعهدات مؤتمر باريس جزء من استراتيجية أدنوك للاستدامة، وأضاف أن أدنوك تتبنى خطة عمل وتخصص دعماً مالياً خاصاً للانبعاثات الكربونية في ما يتعلق بالنطاقين 1 و2، ويتم تخصيص مبلغ مبدئي قيمته نحو 15 مليار دولار لخفض الانبعاثات الكربونية ودمج التكنولوجيا في عمليات الانتقال الأخضر.
وأكّد الزعبي أنه تتم مضاعفة الجهود من خلال الاستثمار بشركة مصدر التي تعمل في أكثر من أربعين دولة.
وعقّب الزعبي بأن هناك استثمارات تفوق الثلاثين مليار دولار في الطاقة المتجددة للوصول إلى مئة غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
وتابع الزعبي قائلاً، إن ذلك بالإضافة إلى استثمار والتزام أدنوك بإزالة الكربون من خمسة إلى عشرة ملايين طن من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 والوصول إلى مليون طن من الهيدروجين سنوياً والاستثمار في الطاقات الأخرى، وأكّد الزعبي أن تقرير الشركة الأخير يؤكد أن الكثافة الكربونية لبرميل النفط في الإمارات من الأدنى عالمياً، إذ لا يتخطى سبعة كيلوغرامات لكل برميل نفط.
هل تتيح تعهدات كوب 28 الفرص أمام أسواق جديدة؟
ورداً على سؤال بشأن إن كانت صفقات النفط والغاز ستضمن عنصر حماية مسار الطاقة المتجددة، أكّد الزعبي أن أحد أهم نجاحات قمة كوب 28 هو اتفاق العالم على زيادة الطاقة النظيفة بواقع ثلاثة أضعاف، وتابع قائلاً إن الإمارات حريصة على جعل طاقتها من أقل الانبعاثات عالمياً، وشدد على أن الالتزام بمعايير الطاقة النظيفة سيفتح أسواقاً جديدة للإمارات في آسيا وفي أوروبا.
خفض انبعاثات غاز الميثان وصندوق الخسائر والأضرار أهم نتائج كوب 28
وقال الزعبي إن أحد أهم نتائج كوب 28 هو استصدار ميثاق لدور النفط والغاز في تغير المناخ والذي اعتمدته أكثر من 51 دولة حضرت المؤتمر، وتم الالتزام -بحسب الزعبي- بإزالة غاز الميثان (وهو من أكثر الغازات الدفيئة ضرراً) إلى ما يقارب الصفر بحلول عام 2030، وأضاف الزعبي أن هذا الميثاق رسم خطة طريق واضحة للوصول إلى هذا الهدف.
وتابع الزعبي قائلاً إن كوب 28 انطلق بنجاح منذ اليوم الأول بالإعلان عن صندوق الخسائر والأضرار والتزام الإمارات ودول أخرى بتخصيص مبلغ مالي لتفعيل هذا الصندوق، وأضاف الزعبي أن جميع الأطراف اجتمعت في دبي لمناقشة تقليل الانبعاثات الكربونية ومعالجة أضرار التغير المناخي بمسار عادل لجميع الأطراف.