تحاول الدول والشركات العاملة في مجال النفط والغاز جاهدة التأقلم مع التعهدات التاريخية لقمة المناخ كوب 28 والتي خلُصت إلى خريطة طريق «للتحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري».
وقال مسؤولون في شركات عالمية ووزراء للطاقة لـ«CNN الاقتصادية» إنهم «يحاولون التأقلم مع تعهدات قمم المناخ المتتالية والتحول إلى إنتاج طاقة متجددة، لكن هذه المشروعات ذات كلفة عالية واستثمارات كبيرة تحتاج إلى مرونة من مؤسسات التمويل».
ووافقت الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28) في دبي نهاية العام الماضي على خريطة طريق «للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري»، وهي المرة الأولى من نوعها في مؤتمر للأمم المتحدة للمناخ، لتأتي بعد أن وافقت الدول في قمة المناخ (كوب 27) على خفض انبعاثات غاز الميثان.
مبادرات وخطوات جادة لدعم قضايا المناخ
تتجه بعض الكيانات ووزارات الطاقة إلى التكيف مع التعهدات التي انتهى إليها (كوب 28) عبر زيادة الإنفاق على التحول للطاقة الجديدة.
وطرح منتدى غاز شرق المتوسط في بداية نوفمبر تشرين الثاني الماضي مبادرة لخفض الانبعاثات، حسب ما يقول الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط، أسامة مبارز.
وتتضمن المبادرة تحسين كفاءة الطاقة وخفض انبعاثات غاز الميثان، وهي كلها أمور توافقت مع مخرجات (كوب 28).
ومنتدى غاز شرق المتوسط هو منظمة تضم مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين واليونان وقبرص وإيطاليا، بجانب الاتحاد الأوروبي وأميركا كمراقبين، وتهدف لتنمية المنطقة التي تمتلئ بالاستكشافات الجديدة من الغاز الطبيعي.
وكانت مصر ضمن دول المنتدى التي بدأت اتخاذ خطوات لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وقال وزير البترول المصري، طارق الملا، إن استخدام الوقود الأحفوري هو الأساس ولا يمكن التخلص منه قبل عشرات السنوات.
وأضاف أنه من النجاح أن نُدخل الطاقات الجديدة والمتجددة لتكون جنباً إلى جنب مع الوقود الأحفوري عبر الغاز الطبيعي والغاز المسال، فمنذ (كوب 27) اتخذنا خطوات لخفض الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة.
وأوضح أن مصر لديها إمكانات هائلة في هذا المجال لكنها تحتاج إلى دعم وتمويل من المؤسسات المعنية بتمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
بينما يرى جورج باباناستاسيو وزير الطاقة القبرصي، أن بلاده تحاول تحريك جهودها أكثر نحو الطاقة المتجددة، معتمدة على الغاز الطبيعي كسلعة انتقالية لتصل إلى إنتاج متجدد أكثر مراعاة للبيئة.
شركات أكثر تأقلماً مع تعهدات كوب 28
بدأت بعض الشركات العالمية العاملة في مجال النفط والغاز مبكراً خفض انبعاثاتها والتحول إلى إنتاج طاقة نظيفة.
ويصف ماثيوس ريجاس الرئيس التنفيذي لشركة إنرجين ما قدمته شركته حتى الآن قائلاً إن «جميع التعهدات التي أُقرت خلال كوب 28 قدمناها منذ وقت طويل، لذلك جاء كوب 28 بالنسبة لنا كاستمرار طبيعي لما نفعله».
بدأت إنرجين في ديسمبر 2019 الالتزام باستراتيجية صافي الصفر من انبعاثات غاز الكربون، واستمرت في ذلك، لتصبح كمية ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها كل برميل تنتجه الشركة 9 غرامات من 60 كيلو غراماً في وقت سابق.
بينما سارعت شركة أدنوك للتوزيع الخُطى خلال العام الماضي لاستخدام طاقة جديدة ومتجددة.
وقال بدر اللمكي الرئيس التنفيذي لأدنوك للتوزيع، إن الشركة بدأت استخدام الطاقة الشمسية في محطات أدنوك للتوزيع، كما حوّلت جميع أسطول الشركة للعمل بالوقود الحيوي.
وأضاف أن الشركة أطلقت منتجات جديدة منها منتج أدنوك بلو المعني بخفض البصمة الكربونية لوقود الديزل واستخدام الإسمنت الأخضر في بناء المباني التابعة للشركة.
وفي مطلع العام الماضي تعهدت أدنوك للتوزيع بخفض كثافة الانبعاثات الكربونية الناجمة عن عملياتها بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2030.
ويحتاج العالم إلى تحويل سبعة تريليونات دولار من التمويل لدعم الاقتصاد الأخضر والتحول للطاقة النظيفة، حسب ما يقول تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أُعلن عنه العام الماضي خلال (كوب 28).