مما لا شك فيه أن ساعة الأرض هي أحد أهم الأحداث البيئية العالمية المهمة والتي تستغرق نحو 60 دقيقة، وتقام في كل عام أواخر شهر مارس آذار في وقت قريب من اعتدالات الربيع والخريف في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي عندما تتساوى أوقات غروب الشمس في نصفي الكرة الأرضية.

وتعد ساعة الأرض هي حركة عالمية ينظمها الصندوق العالمي للحياة البرية إذ يقام الحدث سنوياً ويشجع الأفراد والمجتمعات والشركات على إعطاء ساعة للأرض، تمتد من الثامنة والنصف إلى التاسعة والنصف مساءً، والذي يوافق يوم السبت في أواخر شهر مارس آذار.

ويطلب المنسق العام للفاعلية (الصندوق العالمي للطبيعة) من الشعوب المساهمة في «منح الأرض ساعة» وقضاء 60 دقيقة في فعل شيء إيجابي للكوكب، ما أسهم في توفير ما يعادل 430 مليون ساعة من الكهرباء خلال ساعة الأرض 2023، كما أسهمت ساعة الأرض في تمويل مشاريع الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء العالم.

وبدأت كحدث لإطفاء الأنوار في العاصمة الأسترالية سيدني خلال عام 2007، ومنذ ذلك الحين نمت لتصبح واحدة من أكبر الحركات الشعبية في العالم من أجل البيئة و التغيرات المناخية وفي عام 2013 اشترى فرع الصندوق العالمي للطبيعة في أوغندا أول غابة لساعة الأرض في العالم في محاولة لمكافحة معدلات إزالة الغابات الحالية.

وعادةً ما تطفئ المدن المشاركة الأنوار لأشهر معالمها السياحية، تاركة ظلامها الصامت يقف كرمز للاستخدام المستدام للطاقة في محاولة لنشر الوعي بالحركة حول العالم.

أهداف ساعة الأرض 2024

ويأمل الصندوق العالمي للطبيعة أن يحقق مستهدفاته الخاصة بساعة الأرض 2024، وهي رفع الوعي بخطورة التغير المناخي وتأثيره على كوكب الأرض إلى جانب تشجيع الأفراد على تغيير سلوكهم واستهلاك الطاقة بشكل أكثر مسؤولية ودعم الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخي على المستوى الوطني والعالمي.

القضايا البيئية العالمية

ويواجه العالم العديد من التحديات البيئية والمناخية مؤخراً، والمتمثلة في الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري إلى جانب سوء الإدارة ونفايات الطعام والتلوث البلاستيكي وفقدان التنوع البيولوجي وإزالة الغابات.

مساهمات ساعة الأرض

هذا الحدث الرمزي أسهم من خلال تذكير العالم بأهمية البيئة في إنجاز العديد من المشاريع التي تسهم في تحقيق أهداف حماية البيئة من ضمنها إقرار مشروع مهم يخص المناطق البحرية المحمية في الأرجنتين في عام 2013 إضافةً إلى توزيع آلاف المواقد المقتصدة في استخدام الخشب للأسر في مدغشقر وتركيب مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية في عدد من قرى الهند.

وأسهمت ساعة الأرض في الحد من إزالة الغابات في الباراغواي كما ساعدت على تأسيس برامج تعليمية للمدارس في تايلاند وتايوان إضافة إلى تأييدها لفكرة توفير حماية أفضل للبحار والغابات في روسيا وتركيب مئات الآلاف من مصابيح (إل إي دي) في أميركا.

أبرز المعالم المشاركة في الفعالية

ومن ضمن البلدان المشاركة في ساعة الأرض هي نيوزيلندا إذ أظلمت عدداً من معالمها أبرزها برج السماء وجسر هاربور ومباني البرلمان بالعاصمة ويلنغتون، بينما سيُطفأُ عدد من المعالم الأخرى في عدد من البلدان حول العالم، بما في ذلك دار أوبرا سيدني وعين لندن وبرج إيفل، أنوارها إحياء للفعالية.

الدول العربية وساعة الأرض

تعد دولة الإمارات، وبالأخص مدينة دبي، أول دولة ومدينة عربية يشاركان في فعالية ساعة الارض، فيما كانت مصر هي ثاني دولة عربية شاركت بالفعالية، وكان ذلك عام 2009، كما شاركت المملكة العربية السعودية لأول مرة في ساعة الأرض عام 2010 وأطفأت بعض المباني المهمة، مثل برجي المملكة والفيصلية في الرياض.

وسيشارك العديد من الأفراد والشركات بفعاليات ومبادرة ساعة الأرض الإمارات كما هي العادة، إذ يتم إطفاء الأضواء في المعالم السياحية والأثرية الشهيرة وإشعال الشموع وزرع الأشجار، بالإضافة إلى القيام بحملات توعوية وخطابات والعديد من الأنشطة الأخرى المتعلقة بالبيئة ضمن فعاليات ساعة الارض في دبي وغيرها.

ويعد عام 2014 أكثر الأعوام نجاحاً وتميزاً فيما يخص الفعالية إذ شاركت أكثر من 162 دولة و7,000 مدينة حول العالم، وعلى صعيد دولة الإمارات، شاركت الإمارات السبعة بالفعالية من خلال إطفاء أضوائها في معظم المعالم الرئيسية.