تتم إعادة تدوير ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية باستخدام تقنيات غير سليمة بيئياً، ومن المحتمل أنها تُخزن في المنازل والمستودعات، أو يتم التخلص منها أو تُصدر أو يُعاد تدويرها في ظل ظروف رديئة سنوياً.

ففي كل عام يجري التخلص من ملايين الأجهزة الكهربائية أو الإلكترونية لأن المنتجات تتعطّل أو تصبح قديمة، وتُرمى هذه الأجهزة التي تُعتبر نفايات إلكترونية ويمكن أن تشكّل تهديداً للبيئة وصحة الإنسان إن لم تَجرِ معالجتها والتخلص منها وإعادة تدويرها بشكل مناسب.

وعند مُعالجة النفايات الإلكترونية عن طريق أنشطة رديئة يمكن أن تُطلِق ما يصل إلى 1000 مادة كيميائية مختلفة في البيئة، بما في ذلك السموم العصبية الضارة مثل مادة الرصاص، وتشمل العناصر الشائعة في مصادر النفايات الإلكترونية أجهزة الحاسوب و الهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية الكبيرة، وكذلك المعدات الطبية.

حقائق عن النفايات الإلكترونية

وبحسب تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية فإن النفايات الإلكترونية تُعد أسرع مصادر النفايات الصلبة تنامياً حول العالم ونتج عنها في عام 2019 فقط نحو 53.6 مليون طن على الرغم من أن الكمية التي وُثقت وتمت إعادة تدويرها رسمياً بلغت 17.4 في المئة.

تقدّر منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية أن ملايين النساء والأطفال العاملين في قطاع إعادة التدوير غير الرسمي حول العالم قد يكونون أكثر عُرضة لخطر التعرّض للنفايات الإلكترونية والمواد المنبعثة منها التي تُطلق في البيئة عند إعادة تدوير النفايات الإلكترونية أو تخزينها أو التخلص منها عن طريق القيام بأنشطة رديئة، مثل الحرق في الهواء الطلق ومن ضمنها الرصاص.

وقد تشكل أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية العديد من الآثار الضارة على صحة الإنسان، والأطفال والنساء الحوامل هم الأشخاص المعرضون للخطر بشكل خاص.

النفايات الأسرع تنامياً حول العالم

وتعد النفاياتُ الإلكترونيةُ مصدرَ النفايات الصلبة الأسرع تنامياً في العالم، إذ تزداد أسرع بثلاث مرات من سكان العالم، ومن المعروف أن ما يقل عن ربع النفايات الإلكترونية المنتجة عالمياً في عام 2019 تم إعادة تدويره رسمياً.

تحتوي مصادر النفايات الإلكترونية على موارد قيمة ومحدودة يمكن إعادة استخدامها إذا أُعيد تدويرها بشكل مناسب، وبهذا أصبحت مصدراً مهماً للدخل بالنسبة إلى الأفراد، بل وحتى المجتمعات.

وتعتبر النفايات الإلكترونية نفايات خطرة لأنها تحتوي على مواد سامة أو يمكن أن تطلق مواد كيميائية سامة عند معالجتها بشكل غير مناسب.

ويُعرف، أو يُشتبه، بأن الكثير من هذه المواد السامة تسبّب ضرراً على صحة الإنسان، وقد أُدرج العديد منها في قائمة المواد الكيميائية العشر التي تثير قلقاً في مجال الصحة العامة والتي تشمل الديوكسينات والرصاص والزئبق.

يواجه الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وخاصة الأطفال، أكبر المخاطر الناجمة عن النفايات الإلكترونية بسبب الافتقار إلى القوانين الملائمة والقدر الكافي من التدريب والبنية التحتية لإعادة التدوير، على الرغم من أن اللوائح الدولية تستهدف التحكم في نقل النفايات الإلكترونية من بلد إلى آخر.

مخاطر على النساء والأطفال

وبحسب تقرير المنظمة، فإن الأطفال والنساء الحوامل هم الأشخاص المعرضون بشكل خاص لآثار الملوّثات الخطرة الناتجة عن أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية غير الرسمية.

وكثيراً ما يُشارك الأطفال في جمع النفايات ونبشها، وحرق النفايات الإلكترونية المهملة، والتفكيك اليدوي للمعدات إلى أجزائها المكوّنة.

قد يكون الأطفال مصدراً للعمالة الرخيصة وتمنحهم أناملهم الصغيرة ميزة في تفكيك أصغر المعدات في بعض البلدان، كما يتعرض الأطفال بشكل مباشر للإصابة ولمستويات عالية من المواد الكيميائية الخطرة عقب تعرضهم لتلك الأنشطة.

وقدرت منظمة العمل الدولية أن ما يصل إلى 16.5 مليون طفل على مستوى العالم يعملون في القطاع الصناعي، الذي تعد معالجة النفايات قطاعاً فرعياً منه خلال عام 2020.

اتفاقية بازل

تنص اتفاقية بازل على ضوابط لحركة النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها، وهي اتفاق بيئي شامل يهدف إلى معالجة القضايا المحيطة بالنفايات الخطرة، بما في ذلك النفايات الإلكترونية وإدارتها.

دخل تعديل اتفاقية بازل الخاص بالحظر حيز التنفيذ، ويحظر التعديل نقل النفايات الخطرة، بما في ذلك النفايات الإلكترونية، خلال عام 2019 من بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وبلدان المفوضية الأوروبية وليختنشتاين إلى الدول الأخرى الأطراف في الاتفاقية.

وتنظّم اتفاقية بازل برامج وحلقات عمل لوضع وتقديم إرشادات بشأن الإدارة السليمة بيئياً للنفايات الإلكترونية، وتوفّر للدول أيضاً مبادئ توجيهية للتمييز بين النفايات وغير النفايات، ونقل النفايات الإلكترونية عبر الحدود.