بعد مرور أكثر من 4 أشهر على مؤتمر الأطراف بشأن المناخ كوب 28 المنعقد في الإمارات والذي تطرّق إلى كيفية إيجاد حلول من أجل التحول نحو الطاقة النظيفة بوتيرة أسرع والحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، كان على الأطراف المعنية العمل لما بعد المؤتمر وليس فقط خلال فترة انعقاده، وبرز قطاع المواصلات جزءاً أساسياً من الحوارات التي دارت في هذا الصدد.
وكانت الإمارات، وهي الدولة المستضيفة، قد لعبت دوراً أساسياً لتحفيز الانتقال النظيف، وقدمت رسالة واضحة بشأن رفع سقف الطموح في هذا المجال، وذلك من خلال مساهمتها بمئة مليون دولار للصندوق العالمي المختص بالمناخ ومعالجة تداعياته.
وفي قطاع المواصلات تحديداً، والذي يسهم بأكثر من 23 في المئة من الانبعاثات الكربونية في العالم، حفّزت الإمارات والدول المعنية الأخرى التحول نحو المركبات الكهربائية.
فهل تحولت تلك التحفيزات لأفعال بعد انتهاء المؤتمر؟
الفطيم للنقل الكهربائي.. تضاعف معدلات المبيعات بعد كوب 28
بحسب شركة الفطيم للنقل الكهربائي، لعب كوب 28 دوراً فعالاً لتسريع وتيرة التحول نحو السيارات الكهربائية من خلال شقين، الشق الأول هو زيادة الوعي لدى الأشخاص، والشق الثاني هو تحفيز الاستثمارات في السيارات الكهربائية.
ومن ناحية تحفيز الأشخاص، قال المدير التنفيذي للفطيم للنقل الكهربائي، حسن نرجس في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إن معدلات المبيعات زادت ثلاث أو أربع مرات بعد مؤتمر الأطراف كوب 28.
وكانت الفطيم للنقل الكهربائي قد أجرت استطلاعاً خلال مؤتمر كوب 28 مع نحو 1300 مشارك، وفي هذا الاستطلاع، قال نحو 73 في المئة من المستهلكين إنهم مستعدون لشراء سيارة كهربائية في الأشهر الـ12 المقبلة لتكون سيارتهم المقبلة، لذا فإن هذه الأرقام في تزايد مستمر، ويعتبر نرجس أن هناك فرصة كبيرة لزيادة المبيعات التي تحوم اليوم بين 3 و5 في المئة.
ويعتقد نرجس أن التأثير الأكبر الذي أحدثه كوب 28 في أذهان المستهلكين هو وعي وإدراك المستهلكين بالبصمة الكربونية وكيف يمكنك تقليلها وما هي الطريقة لذلك، ويضيف أن على هذا الوعي أن يقترن بمعالجة نقاط الضعف مثل البنية التحتية للشحن وتوفير خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار.
وهذا هو الشق الثاني الذي لعب فيه كوب 28 دوراً من أجل التحول الكهربائي، إذ أشار نرجس إلى أن كوب 28 أسهم في تسريع وتيرة الحديث حول كيف يمكن للشركات في القطاع الخاص أن تجتمع وتعمل معاً على كهربة أساطيلها.
كما أكد أن عدداً كبيراً من الشركات العاملة في مجالات أخرى تسعى لإقامة شراكات مع الفطيم للنقل الكهربائي بعد مؤتمر كوب 28، فعلى سبيل المثال، أطلقت الفطيم للنقل الكهربائي شراكة مع شركة اتصالات e& وقامت بتزويد أساطيلها بسيارات كهربائية بالكامل.
ونظراً لتسارع الوتيرة، قامت الفطيم بزيادة استثماراتها، إذ كانت تقدم نموذجاً واحداً فقط من السيارات الكهربائية فقط قبل كوب 28، أما اليوم، فأصبحت تقدم خمسة نماذج مختلفة، وتسعى الشركة لتوسيع صالات العرض لديها لتشمل جميع الإمارات حتى نهاية العام. كما تعمل الفطيم للنقل الكهربائي اليوم على نظام بيئي يتضمن خدمات ما بعد البيع والصيانة، بالإضافة إلى العمل على البنية التحتية للشحن.
وأضاف نرجس أن الفطيم للنقل الكهربائي تسعى إلى توسيع أعمالها في المملكة العربية السعودية، ويعتبر أن المملكة ستشهد تحولاً نحو المركبات الكهربائية خلال السنوات السبع القادمة لذلك فهو متفائل جداً بشأن هذه السوق.
وستقوم الفطيم بتطوير المشهد في السعودية من خلال وضع استراتيجية نظام بيئي متكامل في السعودية للسيارات الكهربائية بما فيها شبكة خدمات والمساهمة في البنية التحتية للشحن الكهربائي.
مبادرة أخرى داخل الإمارات لتسريع التحول الكهربائي.. هذه المرة من خلال شراكة مع أينرايد
أعلنت شركة أينرايد، وهي شركة نقل شحن توفر التكنولوجيا الرقمية والكهربائية والمستقلة، اليوم عن تعاونها مع حكومة الإمارات لتسريع عملية التحول نحو الشحن المستدام ونشر المركبات الكهربائية والمستقلة، والبنية التحتية للشحن في جميع أنحاء شبكة فالكن رايز الممتدة بين أبوظبي ودبي والشارقة على طول 550 كيلومتراً وتعمل الشبكة على تبسيط إدارة الشحن البري، وإزالة أوجه القصور في الصناعة، وتوفير عمليات دون انقطاع وتقليل الانبعاثات بشكل كبير داخل المنطقة.
وستشمل الاتفاقية نشر 2000 شاحنة كهربائية و200 شاحنة ذاتية القيادة وثماني محطات شحن تضم أكثر من 500 نقطة شحن.
وأشار المؤسس المشارك في أينرايد، روبرت فالك، إلى أن الشركة تسعى للبدء هذا العام كما أنها كانت قد بدأت الاختبارات والتجارب بالفعل خلال العام الماضي.
ويضيف فالك أن كوب 28 أثر على تفكير المستهلكين، ما دفع شركات السيارات للتحول الكهربائي
وفي هذا الإطار، يضيف فالك أن التحول نحو المركبات الكهربائية لا يتعلق بمصنعي السيارات، فالتكنولوجيا متوفرة والإنتاج متوفر، أما الذين يختارون ويقررون التكنولوجيا التي سيستخدمونها فهم العملاء والحكومات، فالعملاء هم الذين يحتاجون إلى النقل وهم من يتخذون القرارات وهذا ما بدأت شركات صناعة السيارات الكهربائية تراه نتيجة لكوب 28 إذ بدأ العملاء يطالبون بالمركبات الكهربائية أكثر فأكثر.
كما شدد فالك على دور المنطقة كنموذج لهذا التحول بحيث يعمل المشرعون، خاصة في الإمارات بشكل وثيق مع شركات صناعة السيارات الكهربائية وشدد على الرؤية العميقة التي يمتلكها المشرعون في الخليج وهذا هو المطلوب لتحقيق هذا التحول.
ويعتقد فالك أنه سيتم نشر أول نظام نقل ذاتي القيادة على نطاق واسع في الشرق الأوسط.