على هامش فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، استعرضت رولز رويس للمفاعلات الجزيئية الصغيرة، وهي شركة مستقلة عن رولز رويس ومدعومة من حكومة المملكة المتحدة ومستثمرين عالميين ومشغل نووي دولي، آخر أبحاثها وحلولها للوصول إلى هدف الانبعاثات الصفرية، وهو أمر شدد على أهميته مؤتمر الأطراف كوب 28.

تم إنشاء شركة رولز رويس للمفاعلات الجزيئية الصغيرة لتطوير محطة طاقة ميسورة التكلفة تولّد الكهرباء باستخدام مفاعل معياري صغير -وهي طريقة لتلبية الاحتياجات المستقبلية من الطاقة في ظل الجهود العالمية للوصول إلى انبعاثات صفرية. وسينتج كل مفاعل معياري صغير طاقة كافية لتزويد مليون منزل بالطاقة لمدة 60 عاماً على الأقل.

وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، قال مدير تطوير الأعمال في رولز رويس للمفاعلات الجزيئية الصغيرة ألكسيس هونر إن سبب وجود الشركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل هو التواصل مع العملاء المحتملين ليس فقط من الإمارات العربية المتحدة، بل منطقة الشرق الأوسط أيضاً.

نحن نستمتع بشكل خاص بفرصة التحدث ليس فقط مع العملاء المحتملين، ولكن أيضًا الموردين وأولئك الذين يرغبون في القدوم والنظر في إمكانية الانضمام إلى برنامج المفاعلات الجزيئية الصغيرة الخاص بنا.

ألكسيس هونر، مدير تطوير الأعمال في رولز رويس للمفاعلات الجزيئية الصغيرة

ويعتقد هونر أن أبرز تحدّ تواجهه هذه التكنولوجيا هو أنه على الشركات التي تعمل على تطويرها إثبات نفسها خاصة أن المجال النووي مجال يصعب بشدة تطويره على الرغم من اعتراف الجميع به خاصة في مؤتمر الأطراف كوب 28.

أما التحدي الثاني، فهو العمل على تسليم المشاريع في الوقت المحدد وضمن ميزانية محدودة.

وفي هذا السياق، يقول هونر إن أول انتشار متوقع للشركة في المملكة المتحدة سيكون في 2030 وهذا يتماشى مع برنامج حكومة المملكة المتحدة الذي تديره المنشأة النووية البريطانية الكبرى التي تم إنشاؤها حديثاً.

أمّا بالنسبة للتوسع خارج منطقة الشرق الأوسط، فإن الأمر أبعد قليلاً بحسب قوله، بحيث يتم تصنيع المفاعلات الجزيئية الصغيرة في مصنع مختص، ما يتطلب تطوير ونشر هذا النوع من المصانع ومن ثَمَّ شحنها من أجل التوسع.

وأشار إلى أحاديث ومفاوضات تجري خلال القمة مع عدد من العملاء المختلفين حول الفرص المتاحة في منتصف وأواخر الثلاثينيات.

بالإضافة إلى الاستدامة.. فوائد أخرى تقدّمها المفاعلات الجزيئية الصغيرة

إنتاج الطاقة على نطاق واسع

بحسب هونر، فإن إحدى فوائد خدمة المفاعلات الجزيئية الصغيرة هي أنها تعمل طوال الوقت تقريباً.

ومقارنة بمصادر الطاقة المتجددة المتقطعة التي ربما تكون موجودة بنسبة 30 إلى 40 في المئة من الوقت، فإن المفاعلات الجزيئية الصغيرة والمتوسطة تنتج طاقة متاحة بنسبة 95 في المئة ودائماً ما تنتج الطاقة على نطاق واسع أيضاً، لذا فإن إنتاج رولز رويس المفاعلات الجزيئية الصغيرة يبلغ نحو 470 ميغاواط، وهذا الأمر يمكن الاستفادة منه من أجل تحلية المياه المالحة واستخدامها بطرق متعددة.

نحن لسنا فقط قادرين على دعم تحلية المياه، كمبدأ فحسب، بل يمكننا القيام بذلك على نطاق يُحدث تأثيراً حقيقياً على المجتمع”.

لمراكز البيانات حصة أيضاً

يشكّل هذا التوفر الكبير للطاقة من المفاعلات الجزيئية الصغيرة ميزة خاصة فيما يتعلق بمراكز البيانات التي تحتاج إلى التشغيل طوال الوقت.

وذلك مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى، وبالتالي فإن المفاعلات الجزيئية الصغيرة هي مصدر قوي وموثوق به بحسب هونر.

ويشير الأخير إلى أن هذا النوع من الطاقة بمكن دمجه في مراكز البيانات مع مصادر أخرى من الطاقة المتجددة واستخدامه في وقت الضرورة

انعكاس اقتصادي محلي

يبدو أن هذا النوع الجديد من إنتاج الطاقة له تأثير اقتصادي بالإضافة إلى تأثيره البيئي.

من الواضح أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة بحد ذاتها توفر عدداً من الفرص المختلفة للمجتمعات المحلية. لذلك عندما نقوم بتطوير المفاعلات الجزيئية الصغيرة، هناك فرص للمجتمعات المحلية والشركات لتكون جزءاً من عملية البناء والمشاركة.

لكن عندما يتم تشغيل برنامج المفاعلات الجزيئية الصغيرة، فستكون الشركة حريصة على التأكد من تدريب المجتمعات المحلية لتكون قادرة على تشغيل هذا البرنامج، إذ هناك عمليات لا تدور حول المهارات المتخصصة النووية التي تحتاج إليها المفاعلات الجزيئية الصغيرة لتشغيلها فحسب، بل جميع أنواع المهارات المختلفة التي تحتاج إلى تشغيل أي محطة كهرباء أو مصنع صناعي كبير.

وهذه هي الأشياء التي يمكن للمجتمعات المحيطة بالمفاعلات الجزيئية الصغيرة أن تشارك فيها جميعاً.

أمّا بالنسبة لكلفتها، فيقول: «إنها تكنولوجيا نووية، لذا فهي ليست رخيصة، لكن أحد الأشياء الرئيسية التي ركّزنا عليها في الشركة هو عدم محاولة القيام بأي شيء ينطوي على مغامرة تكنولوجية، وعدم محاولة إعادة اختراع شيء جديد حقاً».

ويضيف أن ما تستخدمه الشركة هي مفاعل الماء المضغوط وهي نوع المفاعل المستخدم في جميع أنحاء العالم وعلى الرغم من أن تطويرها باهظ الثمن، فعملية تطوير مفاعل الماء المضغوط اختصرت الطريق، أمّا الهدف اليوم فهو القيام بذلك بطريقة تجارية واقتصادية فعّالة.

مؤتمر الأطراف كوب 28.. دور فعّال في تفعيل الملف النووي

بحسب هونر، فكانت فوائد كوب 28 جمة، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالـمفاعلات الجزيئية الصغيرة

«من الواضح أنها كانت المرة الأولى التي يُدرج فيها مؤتمر الأطراف الملف النووي كبند محدد في جدول الأعمال».

كما أن الالتزام بمضاعفة الطاقة النووية 3 مرات وحقيقة أن العديد من الحكومات قد ذهبت إلى دولة الإمارات ودعمت هذه المبادرة قد أحدث فرقاً حقيقياً بالنسبة للشركة من خلال الدعم الحكومي والدعم الصناعي.