قال محمد عبدالقادر الرمحي، الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر بشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، إن شركته تسعى للاستحواذ على 5 في المئة من السوق العالمية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وجاءت تصريحات الرمحي في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» على هامش الدورة السادسة عشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل في الفترة من 16 إلى 18 أبريل نيسان في مركز أدنيك أبوظبي.
وقال الرمحي «نسعى للاستحواذ على، على الأقل، 5 في المئة من السوق العالمية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، هذا يتم ترجمته بنحو مليون طن من الهيدروجين الأخضر.. نصف هذه الطاقة الاستراتيجية المستهدفة ستكون هنا من أبوظبي».
وأضاف «مشاريعنا الكبرى ستهدف إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته كافة.. المشتقات ستكون عبارة عن الأمونيا الخضراء ووقود الطائرات ووقود البواخر والحديد الأخضر».
ولفت إلى أن جزءاً من هذه الكمية المنتجة سيكون للاستهلاك المحلي قائلاً «نحن نسعى في دولة الإمارات وفي إمارة أبوظبي إلى بناء اقتصاد الهيدروجين الأخضر.. هذا الاقتصاد الذي يحفّز استهلاك الهيدروجين الأخضر».
وذكر أن المشروع التجريبي الذي أطلقته الشركة بالتعاون مع شركة حديد الإمارات خلال مؤتمر الأطراف (كوب 28)، دخل مرحلته الثانية والتي ستركّز على الشق التجاري «الذي سيسعى إلى تحفيز الصناعة باستخدام الهيدروجين الأخضر وذلك من خلال إنتاج الحديد الأخضر والألومنيوم الأخضر مع الشركاء الاستراتيجيين هنا في إمارة أبوظبي، هذا سيشكّل جزءاً من الطاقة الإنتاجية بينما سيكون الجزء الأخضر لأغراض التصدير وخاصة للقارة الأوروبية».
ووقّعت مصدر يوم 17 أبريل نيسان اتفاقية تعاون مع شركة الإمارات العالمية للألومنيوم، أكبر منتج للألومنيوم عالي الجودة في العالم، تهدف إلى توحيد الجهود للحد من الانبعاثات في قطاع الألومنيوم، وتنمية قطاع الألومنيوم منخفض الكربون بالاعتماد على الطاقة المتجددة.
وبموجب الاتفاقية، ستعمل شركة مصدر وشركة الإمارات العالمية للألومنيوم على استكشاف الفرص لتطوير مشاريع طاقة متجددة مشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات بطاريات تخزين الطاقة، وإنتاج وتخزين الهيدروجين الأخضر، ما يسهم في دعم جهود شركة الإمارات العالمية للألومنيوم لإزالة الكربون من جميع عملياتها القائمة حالياً والمستقبلية.
هل تفي الطاقة المتجددة بكل أغراض خفض البصمة الكربونية؟
يجيب الرمحي عن هذا السؤال بالنفي، قائلاً إنه لا يمكن للطاقة المتجددة أن تفي بذلك «لأن هناك قطاعات لا تصلح معها الكهرباء الخضراء مثل قطاع الطيران وقطاع النقل البحري وقطاعات صناعية كبرى.. هنا سيلعب الهيدروجين الأخضر دوراً أساسياً وحيوياً كوقود للمستقبل، لذا فالوقود الأخضر هو الوجهة النهائية وليس المرحلة الانتقالية».
وبالحديث عن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، لفت الرمحي إلى أن الشركة ستعتمد على النهج ذاته الذي تبنته عندما بدأت إنتاج الطاقة المتجددة قبل 18 عاماً، والذي اعتمد على «الجرأة في اتخاذ القرار والاستثمارات العملاقة وتحفيز كافة سلسلة القيمة» لنقل التكلفة من مرتفعة إلى منافسة اقتصادياً.
وقال «هذا ما نعد به المجتمع الدولي.. سنلعب هذا الدور نفسه في قطاع الهيدروجين الأخضر للوصول بالهيدروجين الأخضر إلى كُلف اقتصادية منافسة».
وتركز قمة مستقبل الطاقة هذا العام على كيفية مُضي القيادة الدولية للاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، قدماً بالاعتماد على إنجازات كوب 28، وتسريع التقنيات المبتكرة والتعاون اللازم لمعالجة حالات الطوارئ المناخية في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن تسليط الضوء على الفوائد العملية للاستدامة في تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى.
وتعتبر القمة منصة عالمية تعمل على تشكيل تطور أنظمة الطاقة العالمية في المستقبل من خلال تعزيز المعارف العالمية والتعاون بين الجميع لتأمين حلول أنظف وأكثر استدامة.