كل عام يتم الاحتفال بيوم الأرض العالمي في 22 أبريل نيسان منذ عام 1970، وهذا العام يتم الاحتفاء باليوم تحت شعار «الأرض ضد البلاستيك»، بعد أن أصبح البلاستيك الذي كان في يوم من الأيام أعجوبة الحياة الحديثة، مصدر قلق متزايد على البيئة والبشر.
فارتفع إنتاج البلاستيك العالمي بشكل كبير في العقود الأخيرة. وفقاً لمنصة عالمنا في البيانات، تضاعف الإنتاج بنحو 230 مرة منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ليصل إلى 460 مليون طن في عام 2019.
ويرجع هذا الارتفاع إلى حد كبير إلى تعدد استخداماته وتكلفته المنخفضة، ما يجعله موجوداً في كل مكان في التعبئة والتغليف والسلع الاستهلاكية والمنسوجات.
ومع ذلك، فإن سهولة استخدام البلاستيك لها ثمن بيئي باهظ، فقسم كبير من النفايات البلاستيكية، التي تقدر بنحو الربع، تتم إدارتها بشكل سيئ، فلا يتم إعادة تدويرها، أو حرقها، أو التخلص منها بشكل صحيح، وهذا يجعلها عرضة لتلويث البيئة، حيث يتم العثور على الحطام البلاستيكي من قمم الجبال إلى أعمق خنادق المحيطات.
عواقب التلوث البلاستيكي وخيمة، فيبتلع الحيوانات والبشر البلاستيك بطرق عديدة، ما يؤدي إلى وقوع إصابات ووفاة. ويؤدي تحلل البلاستيك أيضاً إلى إطلاق مواد كيميائية ضارة في النظم البيئية، ما قد يؤثر على صحة الإنسان.
لكن الخبر السار هو أن هناك وعياً متزايداً بهذه القضية، فيعد يوم الأرض العالمي بمثابة تذكير لضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتستكشف الحكومات سياسات مثل حظر البلاستيك وفرض الضرائب لتخفيض الاستخدام المفرط، كما يوفر التقدم التكنولوجي في إعادة التدوير بصيصاً من الأمل.
ولكن الاختيارات الفردية مهمة أيضاً، يمكننا جميعاً اختيار البدائل القابلة لإعادة الاستخدام، والتخلص من النفايات البلاستيكية بشكل صحيح.
أزمة عالمية
ينتهي الأمر بما لا يقل عن 14 مليون طن من البلاستيك في محيطاتنا كل عام، وفقاً للاتحاد الدولي لمحادثات الأمة، وتفتقر العديد من البلدان إلى البنية التحتية اللازمة لمنع التلوث البلاستيكي مثل مدافن النفايات الصحية ومرافق الحرق والقدرة على إعادة التدوير والبنية التحتية للاقتصاد الدائري والإدارة السليمة والتخلص من أنظمة النفايات.
وأفادت شركة الطاقة «Iberdrola Group» بأنه يتم إنتاج أكثر من 500 مليون طن من البلاستيك على مستوى العالم كل عام، وجزء كبير منها عبارة عن مواد تستخدم لمرة واحدة.
في الولايات المتحدة وحدها، يتم إنتاج أكثر من 30 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ولا يتم إعادة تدوير سوى جزء صغير منها، استناداً إلى بيانات وكالة حماية البيئة الأميركية.
وتسهم الزجاجات البلاستيكية، وهي واحدة من أكثر العناصر ذات الاستخدام الواحد انتشاراً، بشكل كبير في تدفق النفايات.
ووفقاً لمنظمة «عادات النفايات» غير الربحية، يتم استخدام ما يقرب من 500 مليار زجاجة من البلاستيك يومياً، ويتم إهدار أكثر من مليار دولار من البلاستيك كل عام.
واستجابة لهذه الأزمة، ظهرت حركة عالمية تدعو إلى الحد من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، إن لم يكن القضاء عليها تماماً، وقد احتشدت الحكومات والشركات والمنظمات الشعبية في جميع أنحاء العالم خلف هذه القضية، ونفذت السياسات، وأطلقت الحملات، وابتكرت حلولاً بديلة.
وفرضت العديد من البلدان مثل كينيا والمغرب ورواندا وكندا وبريطانيا حظراً أو قيوداً على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مستهدفة عناصر مثل الأكياس البلاستيكية، والقش، وحاويات الستايروفوم.
وفي الوقت نفسه، التزمت الشركات الكبرى بتقليل العبوات البلاستيكية أو الانتقال إلى مواد أكثر استدامة.