قال عمدة حي المال في لندن لورد مايكل ماينيلي، في مقابلة مع CNN الاقتصادية، إن التمويل الأخضر يمثل القضية الأهم في الوقت الحالي لتحقيق التحول البيئي، مشيراً إلى أنه بدون معالجة مشكلة تغير المناخ ستواجه المجتمعات مشكلات خطيرة.

وأثنى ماينيلي على الجهود التي بُذلت في كوب 28 في الإمارات، مشيداً بالتزام الدول النفطية بتمويل التحول البيئي بمليارات الدولارات.

وأضاف «كان الالتزام الجاد للغاية بتريليونات الدولارات لتحقيق التغيير والتزام الدول المنتجة للنفط بإحداث الانتقال استثنائياً».

جاء ذلك على هامش حدث جمع قادة السياسة والاقتصاد والأعمال والمنظمات الدولية في الرياض يومي 28 و29 أبريل تحت شعار «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية»، خلال المنتدى الاقتصاد العالمي المنعقد بغية الاستفادة من التعاون العالمي لتحقيق التحول في مجال الطاقة والتنمية الاقتصادية.

أهمية التمويل الأخضر

وتحدث ماينيلي عن دور لندن الريادي في التمويل المستدام، وكيفية تعزيز الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال.

وأضاف «إذا لم نتمكن من حل مشكلة تغير المناخ فسنواجه مشكلات خطيرة في المستقبل».

وأشار إلى أن مدينة لندن تعتبر مركزاً للتمويل المستدام منذ أكثر من 30 أو 40 عاماً، مذكراً بأول قانون للهواء النظيف الذي صدر في لندن عام 1953، كما شاركت لندن في كل مؤتمر للأطراف (COP)، بما في ذلك كوب 28 في دبي، ما يجعلها مركزاً أساسياً في هذا المجال.

التحول الأخضر.. دور لندن

أوضح ماينيلي أن لندن لعبت دوراً رئيسياً في تأسيس أسواق الكربون، مؤكداً أهمية وجود تأمين لضمان أسواق الكربون الطوعية، معرباً عن سعادته بإصدار السندات السيادية المرتبطة بالاستدامة من قبل تشيلي، وأوروغواي، وكينيا مؤخراً.

قال ماينيلي: «الكثير من هذا يتعلق بالاقتصاد الصارم، وفرض الانتقال حقاً، وليس مجرد الكثير من التقارير السنوية التي تقول: كم نحن خُضر ورائعون!».

الشراكة بين دول الخليج والمملكة المتحدة

وفي ما يتعلق بالتعاون في مجال التمويل الأخضر بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة، أكد ماينيلي الأهمية المتزايدة لهذا التعاون، مشيراً إلى أن التمويل الأخضر هو القضية الأكثر أهمية على المدى المتوسط، وقال: «مدينة لندن هي بوضوح مركز للتمويل المستدام، وقد كانت كذلك منذ 30 أو 40 عاماً».

خريطة طريق للمرحلة المقبلة

أشار ماينيلي إلى أن الاجتماع الأخير في الرياض كان فرصة لوضع خريطة طريق للتعاون البيئي المستقبلي، وخاصة من خلال استضافة مؤتمر الأطراف القادم كوب 29 في أذربيجان، والأهم من ذلك، مشاركة البرازيل في كوب 30 في 2026.

وأبدى ماينيلي تفاؤله بشأن التحولات الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة في مجال الهيدروجين الأخضر، مضيفاً أن هناك الكثير مما يحدث في هذا المجال

أنا متحمس للغاية بشأن ما يجري في الشرق الأوسط، ونرى هذا في الواقع في مجالات مثل التحول نحو الهيدروجين

دور السعودية في التمويل الأخضر

قال ماينيلي إن السعودية قد أظهرت التزاماً جاداً بتحقيق أهداف الاستدامة من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

كما أشاد ماينيلي بجهود وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في تعزيز التعاون الدولي والتزامه بالتطوير المستدام.

وأشار ماينيلي إلى مشروع «نيوم» في السعودي، الذي يهدف إلى بناء مدينة ذكية تعتمد على الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر.

ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة في تحقيق التحول البيئي في المنطقة، وتعزيز التعاون بين المملكة المتحدة والسعودية في مجال التمويل الأخضر.

تحديات وفرص التمويل الأخضر

أحد أهم التحديات التي تواجه التحول البيئي هو تحقيق التوازن بين أمن الطاقة وتحقيق العدالة في توفيرها، وهو ما يحتاج إلى استثمارات ضخمة في مجالات الطاقة النظيفة، مثل الهيدروجين والأمونيا والوقود الحيوي.

أضاف ماينيلي أن التحول البيئي يتطلب تعاوناً بين القطاعين العام والخاص، مع تعزيز الابتكار المالي لتوفير أدوات التمويل المستدام.

كما شدد على أهمية الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة في هذا المجال، مشيداً بالدور الذي تلعبه الإمارات والسعودية في تعزيز الاستثمار في الطاقة النظيفة.

وكان من أبرز محاور الاجتماع بالرياض تسريع التحول البيئي في مجال الطاقة وتحقيق العدالة والشمولية في توفيرها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التمويل الأخضر في تعزيز هذا التحول.