أيميا باور، الشركة الإماراتية للطاقة المتجددة التي تعتبر اليوم واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في المنطقة، تسعى لتوسيع محفظتها في العديد من دول العالم، وأبرزها مصر إذ أنفقت 1.1 مليار دولار من رأس المال الموزع في مصر في شكل أسهم وديون، لتطوير مشروعين كبيرين، وسيكون هذان المشروعان أكبر المشاريع في إفريقيا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 500 ميغاوات للطاقة الشمسية المسماة أبيدوس ومشروع طاقة الرياح بقدرة 500 ميغاوات وهو قيد الإنشاء ومن المقرر أن يكتمل قريباً جداً بحسب ما قاله مدير تطوير الأعمال بمجموعة النويس للاستثمار المالكة شركة أيميا باور، حسين مطر لـ«CNN الاقتصادية».

تأسست الشركة في عام 2016، وقد جمعت فريقاً رائداً من خبراء الصناعة العالميين لتنفيذ مشاريع في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط والأسواق الناشئة الأخرى وتمتلك خط أنابيب للطاقة النظيفة يزيد على 6 غيغاوات عبر 20 دولة.

أما بالنسبة لبدء الإنتاج من مشاريع الهيدروجين في مصر، فيتوقع مطر أن تتمكن الشركة من القيام بذلك بحلول نهاية عام 2028 أو بداية عام 2029. كما ستقوم الشركة بتصدير الهيدروجين المنتج في مصر.

بالنسبة لسؤالك حول ما إذا كان سيتم تصدير الهيدروجين أو الاحتفاظ به محلياً، فالإجابة هي أننا سنفعل الأمرين معاً. وسيتم تصدير الأغلبية على شكل أمونيا، لأن -حتى الآن- القدرة على نقل الهيدروجين كغاز وتسييله في عملية التسييل مكلفة للغاية.

وسيتم إرسال غالبية الهيدروجين على شكل أمونيا عبر السفن إلى أوروبا أو إلى آسيا واستخدام ما تبقى منها للاستهلاك المحلي للصناعات في مصر التي يمكن أن تزدهر وتتطور بفضل الهيدروجين.

وفي هذا السياق، أضاف مطر أن هناك خططاً لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لها، وذلك بفضل الحوافز التي تقدمها مصر لتلك المشاريع كالرخصة الذهبية، والتي توفر القدرة للشركات على البدء والتأسيس والحصول على الكثير من الفوائد من الرسوم الجمركية إلى جميع الفرق المختلفة.

أما بالنسبة لتأثير الأوضاع الاقتصادية في مصر على استثمارات ومشروعات الشركة، فقال مطر إن شركة أيميا باور تتجاوب بمرونة مع الظروف الاقتصادية المتغيرة في مصر، حيث تركز على المشاريع طويلة الأمد التي تستمر لعقود، ما يضمن استقرار الاستثمارات وتحقيق العوائد على المدى البعيد. على الرغم من عمليات التعديل اللازمة في ظل التقلبات الاقتصادية، فإن الشركة تواصل تطوير مشاريعها بنجاح وتعزيز دورها في جعل مصر مركزاً إقليمياً للطاقة المتجددة.

تونس والمغرب.. استثمارات تتجاوز نصف المليار دولار

تخصص الشركة حالياً ما يزيد على نصف مليار دولار من رأس المال لنشره في كل من المغرب وتونس. لقد وصلنا للتو إلى الإغلاق المالي لأحد المشاريع الأولى، مشاريع الطاقة المستقلة في تونس.

لقد حصلنا على مشروعين آخرين أيضاً، 200 ميغاوات بالإضافة إلى الـ100 ميغاوات الحالية ما سيسمح لنا بإنشاء مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاوات في تونس. ولدينا العديد من المشاريع في المغرب إجمالاً، ونحن نتحدث عما يقرب من 300 مليون دولار في كل بلد من الاستثمارات.

أما بالنسبة للهيدروجين، فيضيف مطر: «نحن نتحدث عن استثمار بقيمة ملياري دولار في كل بلد من أجل الهيدروجين، وهي قصة نخطط لها أيضاً، حيث نعتزم على الأقل إجراء بعض إنتاج الهيدروجين في تونس والمغرب».

كيف تسهم أيميا باور في تحقيق هدف الإمارات للاستحواذ على 25% من سوق الهيدروجين العالمي؟

كشركة إماراتية، تتابع أيميا باور جميع خطط الإمارات في هذا المجال، ويعتبر مطر أن بيع أول شحنة أمونيا زرقاء لليابان يظهر كم بات هذا الأمر حقيقياً.

ومع ذلك، يعتبر أن المرحلة الأولية من التطوير في دولة الإمارات العربية المتحدة تركز بقوة على الهيدروجين الأزرق، وهو أمر منطقي للغاية. وهو ما تم بيعه مؤخراً لليابان بالتعاون مع أدنوك التي تعمل على ذلك.

نرى أنفسنا نلعب في فضاء الهيدروجين الأخضر، والذي نعتقد أنه سيأتي في مرحلة لاحقة. ربما بعد المرحلة الأولى رأينا الأمونيا الزرقاء والهيدروجين الأزرق في الإمارات العربية المتحدة.

ويؤكد مطر رغبة أيميا باور في المشاركة وتطوير مجال الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات.

وفي هذا الإطار، كانت الإمارات قد وضعت الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين- 2050، التي تهدف إلى ترسيخ موقع الدولة كمنتج ومصدر للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول 2031.

وتعمل دولة الإمارات على تحقيق هذا الهدف عبر تطوير سلاسل الإمداد، وإنشاء واحات الهيدروجين لتطوير هذه الصناعة، بالإضافة لإنشاء مركز وطني متخصص للبحث والتطوير لقطاع الهيدروجين، كأحد أهم أنواع الطاقة النظيفة.

وتخطط دولة الإمارات لأن تكون ضمن الدول الرائدة في تصدير الهيدروجين بحصة تصل إلى 25% من سوق الهيدروجين العالمي بحلول الذي يتوقع أن يبلغ حجمه أكثر من 400 مليار دولار 2030 ولتحقيق هذا الهدف تنفذ الدولة أكثر من 7 مشاريع في مجال الهيدروجين تستهدف بها أسواق التصدير الرئيسية، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والهند، وأسواقاً أخرى في أوروبا وشرق آسيا.

وتهدف « مصدر» لأن تصبح منتجاً رائداً للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 وقد أعلنت عن العديد من الاتفاقيات لتطوير مجموعة من المشاريع.

وتتعاون «مصدر» مع شركات الطاقة اليابانية «إنبكس» و«طوكيو للغاز» و«أوساكا للغاز» لاستكشاف فرص إنتاج الميثان الإلكتروني بأبوظبي، كما عقدت شراكة مع «أو أم في» للتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر لإزالة الكربون من العمليات الصناعية. ووقعت اتفاقية مع شركة «اتش واي 24» الفرنسية للتعاون في تطوير والاستثمار في مشاريع بقيمة تصل إلى ملياري يورو بالإضافة إلى العديد من المبادرات الأخرى

كما نفذت هيئة كهرباء ومياه دبي بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي وشركة سيمنس للطاقة مشروع الهيدروجين الأخضر لدعم مساعي دولة الإمارات لتحقيق تنافسية عالمية في سوق الهيدروجين الأخضر. ويسهم تنفيذ المشروع، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في تحقيق أسعار تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتم بشكل أساسي عن طريق التحليل الكهربائي للمياه من الطاقة المتجددة.