أعلنت ريهام الجيزي، الرئيس التنفيذي لشركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية السعودية، طرح مزاد لشهادات الكربون هذا الخريف أثناء قمة مؤتمر الأطراف كوب 29 التي ستنعقد في باكو عاصمة أذربيجان، وأن حجم الكربون محل المزايدة سيبلغ ما بين مليوني طن ونصف المليون طن، وثلاثة ملايين طن.
وشرحت الجيزي في لقاء مع CNN الاقتصادية أن المزاد القادم «سيكون الثالث حيث سبقه مزادان في عام 2022 وعام 2023، وشركات سعودية كبرى مثل أرامكو والخطوط الجوية السعودية كانت ضمن مشتري شهادات الكربون محل المزايدة».
وقالت الرئيس التنفيذي للشركة التي يسهم صندوق الاستثمارات العامة السعودي في تكوينها بنسبة 80 في المئة إن «المنطقة ستشهد تدهوراً مناخياً كبيراً، حيث إن درجة الحرارة سترتفع في المملكة العربية السعودية ما بين خمس درجات ونصف الدرجة وست درجات بحلول عام 2100، ويجب على جميع دول المنطقة مجابهة التغيرات المناخية».
وشهادات الكربون الطوعي هي بمثابة وثائق تحدد أطنان ثاني أكسيد الكربون التي تمت إزالتها وتجنب انبعاثها من الشركات طوعية دون فرض إجراءات أو قوانين تجبر الشركات على الحد من حجم انبعاثاتها.
وأضافت الجيزي في لقائها مع CNN الاقتصادية أن «تكلفة كل طن تتم إزالته من الطبيعة تختلف حسب مكان المشروع وحسب التقنية المستخدمة في تحييد الكربون أو إزالته، فمثلاً تقنية التقاط الكربون من الهواء عن طريق مراوح كبيرة باستخدام الطاقة الشمسية مكلفة جداً بسبب محدودية التكنولوجيا المستخدمة التي تعد حتى الآن في طور التطوير، فيتكلف تحييد كل طن باستخدام هذه التقنية نحو 700 دولار أميركي، بينما تتكلف إزالة الطن بالتقنيات التقليدية المنتشرة مثل توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ما بين دولارين ونصف الدولار وثلاثة دولارات».
وبلغ سعر طن الكربون في الشهادات المصدرة في المزاد الثاني الذي نظمته شركة سوق الكربون الطوعي في إفريقيا نحو 7 دولارات، وتم شراء شهادات الكربون التي بلغت مليوني طن من دول مثل كينيا ومصر والمغرب، حيث تعتبر ضمن وسائل تمويل المشاريع في الدول المختلفة، ولا توجد تنبؤات بالسعر الذي سيصل إليه الطن في مزاد باكو القادم.
ويشارك صندوق الاستثمارات العامة السعودي في العديد من المشروعات المتعلقة بالاستدامة في ظل رؤية المملكة 2030، من ضمنها المساهمة في شركة أفيك لبناء محطات شحن السيارات الكهربائية بهدف نشر 5000 شاحن بحلول عام 2030.
وتستهدف المملكة العربية السعودية التحول لاقتصاد غير نفطي بحلول عام 2060، والوصول إلى بصمة كربونية صفرية في العام نفسه، بينما يطمح عملاق النفط السعودي أرامكو الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ويساعد شراء شهادات الكربون الشركات في تعويض ما تخلفه من ثاني أكسيد الكربون للوصول إلى صفر انبعاثات.
وتهدف شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية إلى إصدار شهادات كربون بقيمة تريليون دولار أميركي بحلول عام 2037، سيتم استخدام أغلبها للمساهمة في تمويل مشروعات.