في ظل التحديات العالمية المتزايدة التي تواجه القطاعات الصحية، تتميز المملكة العربية السعودية باتخاذ خطوات جريئة لتجاوز هذه العقبات، وفقاً لما أكده د. محمد بن خالد العبدالعالي، مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي للوزارة، على هامش ملتقى الصحة العالمي بالرياض لـCNN الاقتصادية.
وأشار د. العبدالعالي إلى أن التحديات الصحية التي يواجهها العالم اليوم، خاصة في ما يتعلق بالموارد البشرية والانتقال من علاج الأمراض إلى الوقاية منها، تشكل عبئاً مشتركاً بين مختلف الدول، إلّا أن المملكة تتعامل مع هذه التحديات برؤية استثنائية تتمحور حول رؤية 2030.
الابتكار في صلب التحول الصحي
أبرز ما يميز التحول الصحي في المملكة هو الاستثمار في الابتكار، حيث فتح المجال واسعاً أمام المبتكرين والمبدعين لتقديم أفكار جديدة يمكن أن تحدث ثورة في تقديم الرعاية الصحية. يوضح د. العبدالعالي: «الاستثمار في الابتكار ليس فقط مسألة أفكار جديدة، بل هو محور رئيسي لجذب الاستثمارات المحلية والدولية»، ويؤكد أن هذه الاستثمارات تتزايد بشكل كبير، ما يعكس تصاعد الاهتمام بالقطاع الصحي السعودي كوجهة جاذبة للاستثمارات.
وأشار د. العبدالعالي إلى أن هناك نمواً غير مسبوق في الاستثمارات الصحية، حيث تضاعفت قيمة العقود والاتفاقيات الموقعة هذا العام أربع مرات مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى أكثر من 50 مليار ريال.. هذه الأرقام تعكس رغبة المستثمرين في المشاركة في رحلة التحول الصحي التي تقودها المملكة، مستندة إلى بنية تحتية قوية وفرص واعدة في مجالات الابتكار الصحي.
التكنولوجيا والرقمنة
التكنولوجيا والرقمنة تشكلان جانباً محورياً في هذا التحول، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات المبتكرة مثل «الصحي الافتراضي» و«التوأم الرقمي» اللذين يسهمان في تحسين جودة الرعاية الصحية وجعلها أكثر سهولة.
النموذج الافتراضي الجديد للرعاية الصحية -كما أشار د. العبدالعالي- يتيح تقديم خدمات صحية مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتضمن وصول الرعاية إلى كل مواطن ومقيم في المملكة بسهولة وكفاءة.
«التوأم الرقمي» يمثل أحد أهم الابتكارات التي تعزز قدرة الأفراد على متابعة بياناتهم الصحية بشكل فعال، هذا الابتكار يسمح ليس فقط بمعرفة الأرقام الصحية ولكن فهم كيفية تأثير هذه البيانات على الصحة العامة، والتفاعل مع المخاطر المحتملة قبل وقوعها.
تحديات وتطلعات
رغم النجاحات التي تحققت، يظل هناك تحدٍ كبير أمام القطاع الصحي في المملكة كما في باقي دول العالم؛ واحد من هذه التحديات يكمن في تبني الابتكارات على نطاق واسع، «الكثير من الابتكارات لا تجد طريقها إلى التطبيق العملي»، وفقاً لد. العبدالعالي، وهو تحدٍ تعمل المملكة على تجاوزه من خلال دعم قوي للابتكارات وتشجيع استخدامها الفعلي في تحسين الخدمات الصحية.