قال صلاح جامع نائب رئيس الوزراء الصومالي في حديث خاص مع (CNN الاقتصادية) على هامش مؤتمر كوب 29 إن وفد بلاده جاء إلى مؤتمر الأطراف في باكو للحصول على المساعدات من الدول المتقدمة حيث إن الدول الساحلية والجزر مهددة بفعل التغيرات المناخية.
وقدر (جامع) الأموال التي يحتاج إليها الصومال بنحو 50 مليار دولار أميركي وأن بلاده تحتاج إلى 10 مليارات منها على وجه السرعة، وزيارة الوفد الصومالي لمؤتمر الأطراف تعد نموذجاً واضحاً لمعضلة لقاءات كوب السنوية، حيث إن الدول الأكثر تضرراً من مشكلات الاحتباس الحراري تسعى هنا في باكو للحصول على الأموال اللازمة لمجابهة تحديات المناخ القصوى التي تتعرض لها، بينما الدول ذات البصمة الكربونية الأكثر ارتفاعاً تحاول قدر الإمكان تقليل المبالغ التي تُضخ لصالح ما يسمـى بدول الجنوب العالمي.
وقد نص مؤتمر الأطراف في كوبنهاجن على تكريس 100 مليار دولار كل عام لمجابهة هذه الأخطار بداية من عام 2020، وتوصل مؤتمر كوب 28 الذي انعقد في دبي العام الماضي إلى تأسيس صندوق ألتيرا للتمويل المناخي من قبل دولة الإمارات برأس مال حجمه 30 مليار دولار أميركي، ولكن كل هذه المبالغ غير كافية.
ويضيف جامع أن الهدف الأساسي من لقاءات باكو هو تحديد الأضرار التي تتعرض لها الموارد الطبيعية ومن ثم تقييم المبالغ التي يحتاج إليها العالم لمجابهة مشكلات الاحتباس الحراري، وهي تبلغ بشكل مبدئي ترليون دولار أميركي.
إذن ألف مليار دولار هو ما يحتاج إليه مواطنو الدول الأكثر هشاشة، وقالت ريهام الجيزي الرئيس التنفيذي لشركة سوق الكربون الطوعي السعودية في حديث خاص مع CNN الاقتصادية إن «الوضع يتسم بانعدام العدالة حيث إن الدول الخمسين الأكثر فقراً في العالم لا تخلف سوى 1 في المئة من حجم ثاني أكسيد الكربون» الذي يعاني منه الكوكب.
وتمتد سواحل الصومال التي تقع في منطقة القرن الإفريقي إلى أكثر من 3000 كليومتر أغلبها على المحيد الهندي، كما عانت من عقود من عدم الاستقرار تسببت في ضعف الاقتصاد المحلي، ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي 11.68 مليار دولار أميركي فقط بحسب بيانات البنك الدولي الذي التقى (جامع) مديره على هامش مؤتمر الأطراف في باكو دون أن يفصح عن فحوى اللقاء.