«ما نراه هو أن كل المؤشرات تتجه إلى الأسوأ»، بهذه الجملة بدأت الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستى ساولو، حديثها الخاص مع (CNN الاقتصادية)، وأضافت المسؤولة الأممية «أن عام 2024 هو الأكبر في ارتفاع درجات حرارة الأرض منذ بداية تسجيل البيانات».

وأبدت ساولو التي تعد بصفتها أكبر مسؤول عالمي عن الأرصاد الجوية قلقها العميق لما تتجه نحوه الأمور، فالأمطار والغيوم وحموضة المحيطات وارتفاع منسوبها هي المعلومات التي أتت بساولو إلى باكو لتطرحها على أصحاب القرار في العالم أملاً في تغير الأمور وتحقيق أهداف اتفاق باريس.

وتبني اتفاق باريس في ختام قمة كوب 21 التي عقدت في العاصمة الفرنسية عام 2015 والذي يلزم الدول الموقعة عليه بالعمل الدؤوب لخفض درجة حرارة الأرض بدرجة ونصف بحلول عام 2100 أي العودة بها لما قبل الثورة الصناعية.

ساولو تستخدم في حديثها عن الحلول لفظ «التأقلم» وإن بدا هذا اللفظ سلبياً أو محايداً في نظر المهتمين بالبيئة، فإن مسؤولة الأرصاد الجوية في المنظمة الدولية ترى أنه الأنسب «إذ إن بعض الأمور لا يمكن فيها العودة إلى الوراء».

وتؤكد ساولو أن دور المنظمة الدولية للأرصاد الجوية في كوب «هو نقل البيانات الصارخة لصانعي القرار كي ينتبهوا إلى أن هامش الإنقاذ ضيق وقصير جداً، فنحن نواجه جميعاً تغيرات قصوى ونحتاج إلى التكيف وندرك جيداً أن هذا لن يغير شيئاً في المستقبل القريب».

وذكرت ساولو مصر كإحدى الدول التي تعاني ندرة المياه وترى أن التكيف والاستعداد والتخطيط المسبق تُوفِّر إمكانية تجنب الأضرار، وأضافت أنَّ تَوفُّر المياه أمر بالغ الأهمية ونحن بحاجة إلى أن يكون صناع القرار مستعدين مسبقاً لحماية شعوبهم.

وأكثر الدول التي تعاني من تهديدات مناخية قصوى هو ما يسمى بدول الجنوب العالمي والذي يعد بمثابة لفظ أكثر تهذيباً لنعت الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث، فهذا الجنوب العالمي يقع في قلب معركة منذ سنوات من أجل البقاء والحفاظ على أراضيه من الغرق بفعل زيادة منسوب الماء في البحار والمحيطات بسبب ذوبان الجليد تحت تأثير زيادة الاحترار، وبحسب البيانات الأممية فإن الدول الخمسين الأكثر فقراً في العالم والأكثر عرضة لفتك التغيرات المناخية يخلفون مجتمعين أقل من 1 في المئة من حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الكوكب.

في النهاية تؤكد ساولو أننا نعرف جيداً سيناريوهات «التغير المناخي لعام 2030 وعام 2050 وهي متاحة أمام الجميع، فالعلماء قلقون جداً بشأن تعرض البشر لدرجات حرارة مرتفعة وأحداث مناخية متطرفة كالجفاف والفيضانات».

ويهدد تزايد اختناق المجال الحيوي بالكربون بتقلص مساحات الأراضي الزراعية وشح الغذاء كما يعرض حياة عشرات الملايين من البشر للخطر والعيش في ظل درجات حرارة لا يمكنهم تحملها.