26 مليون نازح بسبب التغيرات المناخية منذ بداية العام.. بهذا الرقم الصادم بدأت أوجوتشي دانيالز نائب مدير المنظمة الدولية للهجرة حوارها الخاص مع CNN الاقتصادية على هامش مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 29 في باكو عاصمة أذربيجان.
وتتحدث المسؤولة الأممية عن ظاهرة يغفلها الجميع وهي تنقل البشر بسبب أضرار المناخ تفسر دانيالز، أن عند «متابعة شاشات الأخبار في الوقت الحالي لا يمكن أن يمر الوقت دون أن نشاهد حدثاً واحداً على الأقل مرتبطاً بالمناخ.. ونحن نعلم أن المناخ يدمّر سبل العيش والفرص الاقتصادية».
وتعاني العديد من ما يسمى بدول الجنوب العالمي، وهو لفظ منضبط سياسياً للإشارة إلى الدول النامية أو الفقيرة من أضرار كبيرة بسبب تردي الظروف المناخية وارتفاع درجات حرارة الأرض.
فتعاني دول عربية عديدة من توابع ارتفاع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو؛ فالمغرب يعاني بشدة شح الأمطار وموجات جفاف لم يعهدها، كما أن مصر تعاني خطر تآكل دلتا النيل بسبب ذوبان الجليد وارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات، ما يشكّل ضغطاً على سواحلها الشمالية وتسرب المياه المالحة إلى الأراضي الزراعية لتعد غير صالحة للزراعة أو غرقها عند زيادة منسوب مياه البحر.
فنصف مساحة دلتا النيل مهددة بالغرق ما سيسبب مشكلات في توفير الغذاء والفرص الاقتصادية وبالتالي خطر توجه جزء من سكانها شمالاً عبر البحر للبحث عن فرص عمل في أوروبا وهو سبب يؤرق السياسيين في شمال المتوسط.
وتشير دانيالز إلى أن للمنظمة دوراً استشارياً للدول المهددة بالتغيرات المناخية عبر توفير المعلومات لمساعدتها في التفاوض مع من أسمتهم ساخرة «دول الشمال العالمي»، وأوضحت «نحن نحاول من خلال الدول الأعضاء الاعتراف بالصلة بين تغير المناخ والهجرة والمقررة في مؤتمر الأطراف في المناقشات بشأن الهدف العالمي للتكيف وفي المناقشات بشأن تمويل صندوق الخسائر والأضرار، الذي تمت الموافقة عليه في مؤتمر الأطراف الأخير، والآن تبحث الدول الأعضاء في آلية تنفيذه».
وبدأت محاولات إنشاء صندوق المخاطر والأضرار مع الرئاسية المصرية لكوب 27 التي عقدت قبل عامين في شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء، ولكن تبني قرار إنشاء الصندوق جاء في كوب 28 الذي نُظم في دبي العام الماضي، وهو أحد الصناديق المباشرة الموجه لضحايا التغيرات المناخية في دول الجنوب العالمي أو الدول الفقيرة.
والهدف من إنشائه هو توجيه أموال المناخ للدول الأكثر تضرراً من تغيّرات المناخ وليس توجيه الأموال إلى مشروعات تهتم بالمناخ في الدول المتقدمة، وبحث بيانات المنظمات الأممية فإن الخمسين دولة الأكثر فقراً في العالم يخلفون انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون لا ترقى إلى 1 في المئة من حجم الكربون الذي يخلفه العالم.
ودانيالز التي بدأت حياتها المهنية في نيجيريا أكبر دولة إفريقية في عدد السكان وخدمت في بعثات أمميه في نيبال وإيران والأونروا وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ترى في الهجرة أحد الحلول الممكنة لحل المشكلات المرتبطة بالمناخ، إذ إن «الدول المتقدمة تعاني فراغ 30 مليون وظيفة، 7.5 مليون منها في مجالات التحول إلى الطاقة النظيفة، ويمكن للمهاجرين أن يسدوا هذه الفجوة».
وتستخدم دانيالز حجة مبنية على الأرقام للتأكيد على روايتها فقد تجدي نفعاً، وتساعد على تغيير الأمور على أرض الواقع، فحجم المهاجرين في العالم يبلغ 3 في المئة فقط من السكان بينما تصل مشاركتهم في الناتج الإجمالي العالمي إلى 10 في المئة.. فبالنسبة لنا الهجرة هي حل ضمن الحلول.
وعلى الرغم من نظرة الإصرار والمعالجة غير المعهودة التي تقدمها دانيالز لمشكلة النزوح أو الهجرة المناخية إلا أن تقبل هذه الأفكار يواجه صعوبة على أرض الواقع بسبب صعود قوى يمينية متشددة في بلدان «الشمال العالمي».