في خطوة تؤكد التزام طاجيكستان بتطوير قطاع الطاقة النظيفة وتعزيز الشراكات مع دول الخليج، أعلن وزير الطاقة والموارد المائية الطاجيكي، دلير جمعة، اقتراب توقيع مذكرة تفاهم مع شركة « أكوا باور» السعودية، وتهدف المذكرة إلى تطوير مشاريع طاقة شمسية وطاقة رياح.
وأكد دلير جمعة أن مذكرة التفاهم مع «أكوا باور» ستكون مشابهة بشكل كبير لمذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومة الطاجيكية سابقاً مع شركة «مصدر» الإماراتية، ويشمل ذلك تفاصيل متعلقة بحجم المشاريع المزمعة البالغ 1500 ميغاواط لكل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تطابق البنود القانونية للمذكرتين
استثمارات خليجية في الطاقة الكهرومائية
يأتي هذا التعاون مع «أكوا باور» كجزء من توجه أوسع لجذب الاستثمارات الخليجية إلى مشاريع الطاقة الكبرى في طاجيكستان، وعلى رأسها مشروع محطة «روغون» للطاقة الكهرومائية، المشروع، الذي يُعد الأكبر في آسيا الوسطى بسعة إنتاجية تصل إلى 3800 ميغاواط، يتم تطويره بتكلفة إجمالية تُقدر بـ6.2 مليار دولار، بمساهمة استثمارية بقيمة 550 مليون دولار من دول الخليج بقيادة البنك الإسلامي للتنمية.
ممر الطاقة الخضراء.. طاجيكستان كمحور إقليمي
إلى جانب مشاريع الطاقة المتجددة المحلية، تعمل طاجيكستان على توسيع نطاقها الإقليمي من خلال مبادرات مثل «الممر الأخضر إلى أوروبا»، الذي يشمل تعاوناً بين دول آسيا الوسطى والمملكة العربية السعودية، وأشار دلير جمعة إلى أن إمكانات الطاقة المائية الهائلة لطاجيكستان، عند دمجها مع قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في كازاخستان وأوزبكستان، ستجعل هذا المشروع أكثر جاذبية وتكاملاً على المستوى الإقليمي والدولي.
الطاقة النظيفة.. رؤية استراتيجية 2030
مع اعتماد طاجيكستان على 98% من الطاقة الكهرومائية في إنتاج الكهرباء، تسعى البلاد للوصول إلى اعتماد كامل على الطاقة النظيفة بحلول عام 2027، ضمن استراتيجية التنمية الوطنية 2030، وتهدف الاستراتيجية إلى مضاعفة صادرات الكهرباء الخضراء ثلاث مرات إلى أسواق آسيا الوسطى، ما يعكس التزام البلاد بأهداف اتفاقية باريس للمناخ.
ختاماً إن التعاون مع شركات خليجية كبرى مثل «أكوا باور» و«مصدر» لا يمثل فقط التزام طاجيكستان بالتحول إلى الطاقة النظيفة، بل يعزز مكانتها كوجهة استثمارية متميزة في هذا المجال، ومع الموارد الطبيعية الهائلة والبنية التحتية المتنامية، تبدو طاجيكستان مستعدة لأن تكون مركزاً إقليمياً للطاقة المتجددة، مدعومة بشراكات قوية مع دول الخليج ومشاريع طموحة تحمل آفاقاً واعدة للتنمية المستدامة.