مع تسارع وتيرة التصحر وتدهور الأراضي حول العالم، يواجه المجتمع الدولي تحدياً ملحاً لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لهذه الأزمة البيئية والاقتصادية، في حوار خاص مع «سي إن إن الاقتصادية»، سلّط ألان ريتشارد دونواهي، رئيس مؤتمر الأطراف الخامس عشر (COP15) لمكافحة التصحر، الضوء على الجهود الدولية المبذولة والتحديات المستمرة لتحقيق أهداف استعادة الأراضي، مشيراً إلى الدور المحوري للتكنولوجيا الحديثة والتعاون الدولي في تحقيق تغيير ملموس.
تحديات مستمرة وأهداف طموحة
في مؤتمر الأطراف الذي عُقد في كوت ديفوار عام 2022، تعهدت الدول باستعادة مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، ومع ذلك، أوضح دونواهي أن التحديات تتفاقم مع فقدان أكثر من 100 مليون هكتار سنوياً بسبب التصحر والجفاف، وأضاف: «نحتاج إلى رفع سقف الطموحات لاستعادة 1.5 مليار هكتار بحلول نهاية العقد، مع تحديد مسؤوليات واضحة لكل دولة لتحقيق هذا الهدف».
دور التكنولوجيا الحديثة
أكد دونواهي أهمية التكنولوجيا في مواجهة التصحر، مثل أنظمة الإنذار المبكر والطائرات بدون طيار المستخدمة في إعادة التشجير، بالإضافة إلى تقنيات البذور المحسّنة، ورغم الابتكارات الواعدة التي تقدمها الشركات الناشئة، شدد على ضرورة توسيع نطاق استخدامها لتصل إلى الدول النامية والمجتمعات الأقل حظاً، وقال: «التكنولوجيا عنصر أساسي، لكنها تحتاج إلى تمويل مستدام وتعاون مجتمعي لتحقيق التأثير المطلوب».
نماذج إقليمية ملهمة
أشاد دونواهي بجهود دول الشرق الأوسط مثل الإمارات والسعودية، التي حققت تقدماً ملحوظاً عبر اعتماد تقنيات حديثة لمراقبة التدهور وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، وأوضح أن هذه الجهود تمثل نماذج ملهمة يمكن أن تسهم في سد الفجوة بين الوضع الحالي والأهداف الدولية المنشودة.
وفي ظل تسارع وتيرة التصحر، باتت الحاجة إلى حلول مبتكرة وتعاون عالمي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وبينما تقدم التكنولوجيا والتجارب الإقليمية بارقة أمل، يظل التنسيق الدولي والتمويل عوامل حاسمة في تحقيق مستقبل أكثر استدامة.