تخطط شركة أوبن إيه آي لإضافة خدمة غوغل السحابية، لتلبية احتياجاتها المتزايدة من السعة الحوسبية، ما يمثل تعاوناً مفاجئاً بين منافسين بارزين في قطاع الذكاء الاصطناعي، وفقاً لرويترز نقلاً عن مصادرها.
وأضاف أحد مصادر رويترز أن الصفقة، التي كانت قيد المناقشة لبضعة أشهر، تم الانتهاء منها في مايو أيار، وتؤكد هذه الصفقة أن متطلبات الحوسبة الضخمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها تُعيد تشكيل الديناميكيات التنافسية في هذا المجال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كما تمثل أحدث خطوة من أوبن إيه آي لتنويع مصادر الحوسبة الخاصة بها خارج داعمها الرئيسي مايكروسوفت، بما في ذلك مشروع مركز البيانات ستارغيت Stargate البارز.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة أمور خاصة، أن هذا يمثل فوزاً لوحدة غوغل السحابية، التي ستوفر سعة حوسبة إضافية للبنية التحتية الحالية لشركة أوبن أي آي لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تأتي هذه الخطوة أيضاً في الوقت الذي يُشكل فيه تشات جي بي تي ChatGPT من أوبن أي آي أكبر تهديد لأعمال البحث المهيمنة لشركة غوغل منذ سنوات، إذ صرح المسؤولون التنفيذيون في غوغل مؤخراً أن سباق الذكاء الاصطناعي قد لا يكون «الفائز يأخذ كل شيء»، ورفضت أوبن أي آي وغوغل ومايكروسوفت التعليق.
منذ ظهور تشات جي بي تي على الساحة في أواخر عام 2022، تعاملت أوبن أي آي مع الطلب المتزايد على سعة الحوسبة، المعروفة في الصناعة باسم الحوسبة، لتدريب نماذج اللغات الكبيرة، وكذلك لتشغيل الاستدلال، والذي يتضمن معالجة المعلومات حتى يتمكن الأشخاص من استخدام هذه النماذج.
وصرحت أوبن إيه آي يوم الاثنين بأن معدل تشغيل إيراداتها السنوية ارتفع إلى 10 مليارات دولار بدءاً من يونيو حزيران، ما وضع الشركة في وضع يسمح لها بتحقيق هدفها للعام بأكمله وسط ازدهار اعتماد الذكاء الاصطناعي.
في وقت سابق من هذا العام، دخلت أوبن أي آي في شراكة مع سوفت بنك SoftBank (9984.T) وOracle أوركل في برنامج البنية التحتية ستارغيت بقيمة 500 مليار دولار، ووقعت صفقات بمليارات الدولارات مع كور وييف CoreWeave لمزيد من الحوسبة.
أفادت رويترز في فبراير شباط الماضي بأن الشركة تسير على الطريق الصحيح هذا العام لوضع اللمسات الأخيرة على تصميم أول شريحة داخلية لها، ما قد يقلل اعتمادها على موردي الأجهزة الخارجيين.
تُعد الشراكة مع غوغل أحدث خطوة من خطوات أوبن أي آي العديدة لتقليل اعتمادها على مايكروسوفت، التي كانت خدمتها السحابية Azure بمثابة المزود الحصري للبنية التحتية لمركز البيانات لصانع تشات جي بي تي حتى يناير كانون الثاني.
وناقشت غوغل وأوبن إيه آي اتفاقاً لأشهر، لكنهما مُنعتا سابقاً من توقيع صفقة بسبب ارتباط أوبن أي آي بمايكروسوفت، وفقاً لمصدر لرويترز.
كما تُجري مايكروسوفت وأوبن أي آي مفاوضات لمراجعة شروط استثمارهما الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، بما في ذلك حصة الأسهم المستقبلية التي ستمتلكها مايكروسوفت في أوبن أي آي.
بالنسبة لغوغل، تأتي الصفقة في الوقت الذي تعمل فيه عملاقة التكنولوجيا على توسيع شريحة المعالجة الداخلية الخاصة بها، والمعروفة باسم وحدات معالجة الموتر، أو TPUs، والتي كانت مخصصة تاريخياً للاستخدام الداخلي.
ساعد ذلك غوغل على كسب عملاء، بما في ذلك شركة التكنولوجيا العملاقة أبل، بالإضافة إلى شركات ناشئة مثل أنثروبي Anthropic و ذكاء خارق آمن Safe Superintelligence، وهما منافستان لأوبن أي آي أطلقهما قادة سابقون في أوبن إيه آي.
تُظهر إضافة غوغل لأوبن إيه آي إلى قائمة عملائها كيف استفادت الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا من تقنية الذكاء الاصطناعي الداخلية، من الأجهزة إلى البرامج، لتسريع نمو أعمالها في مجال الحوسبة السحابية.
وضعت غوغل كلاود، التي بلغت مبيعاتها 43 مليار دولار، والتي شكلت 12 في المئة من إيرادات ألفابت لعام 2024، نفسها كحكم محايد في مجال موارد الحوسبة، في محاولة للتفوق على أمازون، ومايكروسوفت كمزود خدمات سحابية مفضل لمجموعة متزايدة من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تُنتج متطلبات بنيتها التحتية الثقيلة فواتير باهظة.
تواجه ألفابت ضغوطاً في السوق لإثبات عوائد مالية على نفقاتها الرأسمالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تصل إلى 75 مليار دولار هذا العام، مع الحفاظ على صافي أرباحها في مواجهة تهديد عروض الذكاء الاصطناعي المنافسة، بالإضافة إلى إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار.
تتنافس وحدة ديب مايند إيه آي DeepMind AI التابعة لشركة غوغل أيضاً بشكل مباشر مع أوبن إيه آي وAnthropic في سباق لتطوير أفضل النماذج ودمج هذه التطورات في تطبيقات المستهلك.