يبدو أن حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بات وشيكاً، خاصةً مع استجواب رئيس الشركة أمام الكونغرس يوم الخميس. فهل ستكون بداية النهاية للتطبيق خاصةً أنه يملك أكثر من 150 مليون مستخدم أميركي أمْ سيكتب له النجاة وإقناع هيئة المشرعين بأهميته دعماً للحرية الرأي؟
يخضع الرئيس التنفيذي لشركة «تيك توك»، شو زي تشيو، يوم الخميس، للاستجواب للمرة الأولى أمام الكونغرس الأميركي، حول مزاعم بخطورة التطبيق على الأمن القومي.
قبل الجلسة، قال شو زي تشيو للصحفيين «إننا متحمسون للغاية لوجودنا هنا. هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول شركتنا وأنا فخور بالمجيء إلى هنا وتمثيل جميع مستخدمينا في هذا البلد. الآن، سأطرح أربعة التزامات أمام اللجنة، أولاً سنعطي الأولوية القصوى للسلامة خاصةً للمراهقين. ثانياً، سنُطلق جداراً لحماية البيانات الأميركية من أي وصول أجنبي غير مرغوب فيه. ثالثاً، نلتزم بحرية التعبير على التطبيق دون أي تدخل حكومي. رابعاً، نلتزم بالشفافية وبمراقبة الطرف الثالث على أن نمنحهم إمكانية الوصول حتى نظل مسؤولين عن التزاماتنا التي نتعهد بها».
تخفيف حدة الخطاب
من خلال وقوفه أمام الكونغرس الأميركي، يأمل تشيو أن يخفف من حدة الخطاب في واشنطن حول التطبيق، ولكن للنجاح في هذا الأمر، يجب أن يواجه قدراً هائلاً من شكوك المشرعين.
تعليقاً على ذلك، قال رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، مارك وارنر، يوم الأربعاء «بينما أقدر استعداد تشيو للإجابة عن أسئلة الكونغرس، فإن افتقار التطبيق للشفافية والتعتيم المتكرر وتحريف الحقائق قد قلّص من مصداقية أي تصريحات من قبل موظفي الشركة، بمن في ذلك رئيسها التنفيذي».
جاء ذلك بعد أسبوع شاق عملت فيه الشركة على اتخاذ إجراءات متتالية في محاولة لإقناع الجانب الأميركي بأهمية التطبيق ودوره في النمو الاقتصادي، ودعمه للحريات.
منذ بداية الجلسة، أمطر الكونغرس الأميركي، رئيس «تيك توك» بالعديد من الأسئلة الصعبة حول النفوذ الصيني، من المشرعين الذين اقتنعوا بضرورة حظر التطبيق الصيني؛ نظراً لتهديده الأمن القومي، وطالب بحظره.
افتتحت النائبة كاثي مكموريس رودجرز، جلسة يوم الخميس مطالبة بحظره، وقالت موجهةً حديثها إلى تشيو «أتوقع أنك ستقول كل ما بوسعك حتى تتجنب هذه النتيجة، لكننا لا نصدقك. في الواقع عندما تحتفل بوصول التطبيق إلى 150 مليون مستخدم أميركي، فإن ذلك يقلقنا ويحث الكونغرس على التحرك، فبيانات هؤلاء المستخدمين يمكن أن تقع بين يدي الحزب الشيوعي الصيني، وبالتالي يمكنه جمع معلومات حساسة عنهم».
من جهته، حاول تشيو في البداية أن يؤكد استقلالية «تيك توك» عن الحكومة الصينية وعلاقتها المتأزمة بالولايات المتحدة، قائلاً «إن التطبيق غير متوفر في الصين، ومقر الشركة الرئيسي يقع في لوس أنجلوس وسنغافورة، ولدينا اليوم 7 آلاف موظف في الولايات المتحدة».
قال تشيو «خلاصة القول إن هذه بيانات أميركية مخزنة على أراضٍ أميركية من قبل شركة أميركية يشرف عليها موظفون أميركيون».
كما تدافع ملاحظات تشيو عن هيكل شركة «بايت دانس»، وتوضح الخطوات التي اتخذتها الشركة لتبديد المخاوف من إمكانية اطلاع الحكومة الصينية على بيانات المستخدمين.
من ضمن هذه الخطوات، كان جدار الحماية الذي يتعهد بحماية بيانات المستخدم الأميركي من أي أجنبي غير مصرح.
بيع الحصص لتفادي الحظر
وخلال الأسبوع الماضي، أفاد «تيك توك» لشبكة «CNN» بأن المسؤولين الفيدراليين طالبوا مالكي التطبيق الصينيين ببيع حصتهم أو المخاطرة بمواجهة حظر أميركي للتطبيق.
مع تزايد التدقيق من جانب المشرعين، تزداد شعبية التطبيق وانتشاره في الولايات المتحدة. هذا الأسبوع فقط، أصدر تشيو مقطع فيديو «تيك توك» أعلن فيه أن التطبيق قد جمع أكثر من 150 مليون مستخدم أميركي أو ما يقرب من نصف الولايات المتحدة، على حد تعبيره.
كان «تيك توك» التطبيق الأكثر تنزيلاً في الولايات المتحدة في عامي 2021 و2022، وفقاً لبيانات من شركة التحليلات «سينسور تاور».
قبل خضوعه للاستجواب، ذهب تشيو -الذي نادراً ما يجرى مقابلات- في جولة إعلامية في الولايات المتحدة. التقى المشرعين وأجرى عدداً من المقابلات، بهدف إنقاذ التطبيق، مؤكداً أن «تيك توك» أصبح ضرورياً للثقافة الأميركية وللمبدعين وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يعتمدون الآن على التطبيق في معيشتهم.
دعم منشئ المحتوى على «تيك توك»
عشية جلسة الاستماع، عقد العشرات ممن ينشؤون المحتوى على «تيك توك» والذين يعارضون الحظر، مؤتمراً صحفياً حماسياً مع عضو الكونغرس جمال بومان، وهو ديمقراطي من نيويورك.
أكدت الشركة لشبكة «CNN» أنهم ناقشوا كيفية تأثير التطبيق على المجتمع، وكيف ساعدهم على تأسيس أعمالهم، والخسائر المتوقعة في حالة حظره.
ومن المنتظر أن يقول تشيو وفقاً للملاحظات المعدة مسبقاً، «إننا لا نعتبر الحظر الذي يضر الشركات الأميركية الصغيرة، ويضر اقتصاد البلاد، ويسكت أصوات أكثر من 150 مليون أميركي ويقلل من المنافسة في السوق بشكل متزايد، هو الحل لمشكلة يمكن حلها بالفعل».
سيدعم تشيو أيضاً تشريعات إنشاء قانون خصوصية بيانات وطني يؤثّر على جميع الشركات الأميركية، إضافة إلى تحديثات لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، كما توضح شهادته المكتوبة أيضاً تحركات «تيك توك» للحفاظ على أمان المستخدمين من خلال الإشراف على المحتوى، مع توضيح جهود الشركة المتمثلة في إنفاق مليار دولار في عام 2021 على الثقة والأمان.
كتبت- كاثرن ثوربيك (CNN)
أسهم في التقرير- براين فانغ (CNN)