بعد بضعة أشهر من إطلاق وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أقوى صواريخها على الإطلاق إلى القمر، تستعد شركة «سبيس إكس»، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك لإطلاق النظام الصاروخي الجديد «ستارشيب» إلى الفضاء، والذي قد تتجاوز قوته ما يقرب من ضعف قوة أي صاروخ أُطلق من قبل.
ومن المقرر أن تنطلق المركبة الصاروخية ذات المرحلتين، التي يبلغ ارتفاعها 120 متراً، من منشأة لـ«سبيس إكس» في بوكا تشيكا بتكساس، من خلال نافذة إطلاق مدتها ساعتان تُفتح في الثامنة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12:00 بتوقيت غرينتش)، لتصبح «ستارشيب» على الفور أقوى صاروخ على الأرض إذا انطلق بنجاح.
وقال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» لجمهور خاص على تويتر مساء الأحد «يجب خفض التوقعات لنجاح المهمة».
وأضاف «إذا ابتعدنا بما يكفي عن منصة الإطلاق قبل حدوث خطأ ما، فأعتقد أنني سأعتبر ذلك نجاحاً»، مشيراً إلى احتمالية تأجيل الرحلة بدلاً من إطلاقها يوم الاثنين.
ولدى «سبيس إكس» نوافذ إطلاق احتياطية يومي الثلاثاء والأربعاء في الأوقات نفسها تقريباً.
مستوطنة بشرية على المريخ
كان ماسك قد أكد مراراً أن هدفه الوحيد من تأسيس شركة سبيس إكس هو تطوير مركبة مثل «ستارشيب»، يمكنها إنشاء مستوطنة بشرية على المريخ.
بالإضافة إلى ذلك، منحت وكالة «ناسا» بالفعل عقوداً بمليارات من الدولارات لشركة سبيس إكس لاستخدام «ستارشيب» لنقل رواد فضاء حكوميين إلى سطح القمر في إطار برنامج «أرتيميس» التابع لوكالة الفضاء الأميركية.
لن تختبر رحلة الافتتاح التجريبية مداراً كاملاً حول الأرض، ومع ذلك إذا نجحت فإنها ستسافر نحو 150 ميلاً فوق سطح الأرض، إلى ارتفاعات تُعتبر في الفضاء الخارجي.
تتكون المركبة الفضائية من جزأين: الداعم الفائق الثقيل، وهو صاروخ عملاق يضم 33 محركاً، ومركبة ستارشيب الفضائية، التي تستقر فوق الداعم أثناء الإطلاق، وهي مصممة للانفصال بعد أن ينفد وقود الصاروخ الداعم لإنهاء المهمة.
سيعطي الداعم الصاروخي الهائل «سوبر هيفي» أول دفعة قوة عند الإقلاع، بعد أقل من ثلاث دقائق من الإقلاع، من المتوقع أن ينفد وقوده وينفصل عن المركبة الفضائية «ستارشيب»، ليتم التخلص منه في المحيط.
ستستخدم «ستارشيب» محركاتها الستة الخاصة، التي تشتعل فيها النيران لأكثر من ست دقائق، لدفع نفسها إلى سرعات مدارية تقريباً، ستكمل المركبة بعد ذلك دورة جزئية للكوكب، عائدة إلى الغلاف الجوي للأرض بالقرب من هاواي، ومن المتوقع أن تتساقط «ستارشيب» قبالة الساحل بعد نحو ساعة ونصف الساعة من الإقلاع.
أهمية مهمة «ستارشيب»
نجاح مهمة ستارشيب أو فشلها له نتائج هائلة، فهي ليست مهمة فقط لمستقبل «سبيس إكس» كشركة، بل إنها تدعم أيضاً طموحات حكومة الولايات المتحدة للاستكشاف البشري.
طُورت «ستارشيب» في ميناء الفضاء الخاص التابع لشركة «سبيس إكس» بولاية تكساس، على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
بدأت المركبة برحلات قصيرة رفعتها بضع عشرات من الأقدام على الأرض قبل أن تتطور إلى الرحلات الجوية على ارتفاعات عالية، والتي نتج عن معظمها انفجارات دراماتيكية حيث حاولت الشركة الهبوط بها في وضع مستقيم.
ومع ذلك، انتهى اختبار طيران شبه مداري في مايو أيار 2021 بالنجاح.
منذ ذلك الحين، تعمل «سبيس إكس» أيضاً على تجهيز الداعم «سوبر هيفي» للطيران، الأسطوانة الضخمة التي يبلغ ارتفاعها 230 قدماً (69 متراً) مليئة بـ33 محركاً من محركات رابتور الخاصة بالشركة.