خرج رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من وحدة معادلة الضغط في محطة الفضاء الدولية ليصبح أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء الخارجي مساء اليوم، واضعاً الإمارات في المرتبة العاشرة على قائمة الدول التي نفّذ أبناؤها مهمات المسير الفضائي.
غادر النيادي مركبة «EVA» المتواجدة في محطة الفضاء الدولية برفقة رائد الفضاء الأميركي ستيفن بوين، بادئاً سيره في الفضاء الخارجي لمدة 6 ساعات ونصف الساعة، بهدف تنفيذ عدد من المهام المنوطة بالبعثة 69.
أثناء مهمته الأولى للسير في الفضاء، ينفّذ النيادي برفقة زميله الأميركي مهمتين أساسيتين، بهدف إصلاح أجزاء من محطة الفضاء الدولية والتحقق من عمل أجهزتها.
فيسعيان إلى تغيير وحدة خاصة بترددات الراديو في محطة الفضاء الدولية تمهيداً لإعادتها إلى كوكب الأرض، إضافة إلى التحضير لتركيب ألواح شمسية دعماً لعمليات توليد الطاقة النظيفة على متن المحطة.
وكان قد غرد النيادي قبل ساعات من بدء المهمة التاريخية قائلاً: «اليوم نصل إلى محطة جديدة في مسيرتنا.. خضت تدريبات مكثفة لأكثر من 3 سنوات تحضيراً لهذه المهمة التي تتطلب تركيزاً عالياً ودقة».
مهام النيادي الفضائية
أثناء تواجده في الفضاء ضمن بعثة تنتهي في شهر سبتمبر أيلول المقبل، يعمل سلطان النيادي على إتمام 19 تجربة علمية بالتعاون مع عدة وكالات فضاء عالمية، منها الأميركية «ناسا»، ووكالات الفضاء الأوروبية والكندية والفرنسية واليابانية.
تتركّز تجارب النيادي العلمية في الفضاء على دراسة تأثير التواجد في الفضاء الخارجي على صحة الإنسان واحتمالات تحسين الصحة وجودة الحياة، كذلك تدرس تأثير الفضاء على أنظمة القلب والأوعية الدموية وإمكانية تأخير شيخوختها، إضافة إلى تأثيره على آلام الظهر وجهاز المناعة.
كذلك يسعى لإتمام اختبارات مرتبطة بعلوم الغذاء، والنبات، والجينات، والسوائل، إضافة إلى دراسات النوم والإشعاعات.
الإمارات في الفضاء
وكان سلطان النيادي قد غادر كوكب الأرض متجهاً إلى محطة الفضاء الدولية بداية مارس آذار الماضي ضمن بعثة Crew-6، في أول مهمة فضائية علمية عربية، ستستمر ستة أشهر.
وهو ثاني رائد فضاء إماراتي، إذ سبقه مواطنه هزاع المنصوري عام 2019 ليصبح أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية.
ويعدّ شروع سلطان النيادي في السير إنجازاً تاريخياً لروّاد الفضاء العرب والإماراتيين، كونه الأول.
أول مسير في الفضاء
وكان رائد الفضاء الروسي أليكسي ليونوف أول إنسان ينجح في السير في الفضاء الخارجي المكشوف عام 1965، أثناء رحلة «فوسخود 2» التي جعلته رائد الفضاء الحادي عشر في تاريخ البشرية.
ترك حينها ليونوف مركبته الفضائية لمدة 12 دقيقة وتسع ثوانٍ، وكاد يخسر حياته بعد انتفاخ بدلته الفضائية إلى حدٍّ منعه من العودة إلى المركبة، قبل أن ينجح في تخفيف الضغط فيها والعودة إلى المركبة سالماً.
