قالت شركة صناعة الأدوية «إيلي ليلي»، يوم الأربعاء، إن دواءً تجريبياً لمرض ألزهايمر أبطأ من انخفاض قدرة المرضى على التفكير بوضوح، وأثّر في أداء المهام اليومية بأكثر من الثُلث في تجربة إكلينيكية كبيرة.

وأظهرت التجربة بعض الآثار الجانبية، إذ كانت هناك ثلاث حالات وفاة من 1700 مريض أُجريت عليهم تجربة دواء « دونانيماب» لمدة 18 شهراً، ونُسبت اثنتان منها إلى أحداث سلبية مثل تورم الدماغ أو النزيف.

ومع ذلك، أشار دانيال سكوفرونسكي، كبير المسؤولين العلميين والطبيين في الشركة، إلى أن نحو نصف المشاركين الذين تناولوا الدواء (47 في المئة) لم يظهروا أي انخفاض في مؤشرات الإدراك الرئيسية على مدار عام، مقارنة بنحو 29 في المئة من الأشخاص الذين تناولوا دواءً وهمياً.

وقال سكوفرونسكي، الذي ذكر أنه يعمل في مجال مرض ألزهايمر منذ 25 عاماً، إن فئة الأدوية الجديدة مختلفة بسبب كمية الأميلويد التي يمكن إزالتها ومدى سرعة إزالتها.

وأضاف «لكل عقار، هناك مخاطر محتملة وفوائد محتملة»، موضحاً أن العقار له فوائد كبيرة متعلقة بمستوى الفاعلية، وقال «هذا هو نوع الفاعلية التي لم نشهدها من قبل في مرض ألزهايمر».

ما هو دواء «دونانيماب»؟

يعمل دواء «دونانيماب» التجريبي عن طريق إزالة تراكمات الترسبات في الدماغ، والمعروفة باسم الأميلويد، والتي تعد السمة المميزة لمرض ألزهايمر.

ويُعطى الدواء عن طريق الوريد مرة في الشهر، وتقول «إيلي ليلي» إنه يزيل الأميلويد بشكلٍ فعّال للغاية، إذ استطاع 52 في المئة من المرضى في التجربة التوقف عن تناول الدواء في غضون عام واحد، و72 في المئة منهم تمكنوا من ذلك خلال عام ونصف العام، على أن يستمر الباحثون في مراقبة تقدم هؤلاء المرضى.

وتقدمت «ليلي» للحصول على موافقة سريعة من «هيئة الغذاء والدواء» الأميركية على عقار «دونانيماب» بناء على النتائج السابقة، ولكن رُفضت في يناير كانون الثاني، إذ طلبت الهيئة الحصول على مزيد من البيانات.

ومع هذه النتائج التي تُشير إلى فاعلية العقار، رغم بعض الآثار الجانبية، ستقدّم الشركة طلباً للحصول على الموافقة الكاملة التي من المتوقع أن توفّر تأميناً أوسع للدواء.

مرض ألزهايمر يهدد الملايين

يصيب مرض ألزهايمر أكثر من ستة ملايين أميركي، من بينهم ما يُقدّر بنحو 1.7 مليون إلى مليونَي شخص فوق 65 عاماً في المراحل المبكرة من المرض، وفقاً لشركة «ليلي».

ويُصنف مرض ألزهايمر على أنه في المرتبة السادسة باعتباره سبباً رئيسياً للوفاة في الولايات المتحدة، لكن التقديرات الأخيرة تشير إلى أنه قد يحتل المرتبة الثالثة كسببٍ لوفاة كبار السن، بعد أمراض القلب والسرطان مباشرة.

وكان تطوير الأدوية لمرضى ألزهايمر مليئاً بالفشل، ولكن عقار «ليلي» من بين مجموعة جديدة واعدة.

و«دونانيماب» هو واحد ضمن أكثر من 300 عقار لمرض ألزهايمر قيد التجارب السريرية، وفقاً لجمعية ألزهايمر.

وفي وقت سابق من يناير كانون الثاني، منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية موافقة سريعة على عقار «ليكانيماب» الخاص بمرض ألزهايمر، وهو أحد أوائل أدوية الخرف التجريبية التي يبدو أنها تبطئ تقدم التدهور المعرفي أيضاً.

(ميج تيريل – CNN).